"رائعة للغاية"... ما آخر الأخبار عن "أسترازينيكا"؟

من بين الأسئلة التي تثار حول موضوع مواجهة "كوفيد-19"، تلك التي تطلب معرفة فاعليّة كلّ اللقاحات المطروحة. وهنالك دراسات أوّليّة تظهر أنّ بعض اللقاحات أكثر قوّة من الأخرى في تأمين "مناعة القطيع". لكنّ نتائج دراسة حديثة صدرت مؤخّراً يمكن أن تعفي المتلقّحين من القلق تجاه أسئلة كهذه.

ذكرت "نيويورك تايمس" اليوم أن اللقاح الذي طوّرته جامعة أكسفورد بالتعاون مع شركة "أسترازينيكا"، لا يحمي الناس من المرض الشديد والموت وحسب بل هو يبطئ أيضاً سرعة انتقال العدوى بشكل كبير.

وجد باحثون في جامعة أكسفورد انخفاضاً بنسبة 67% في العيّنات الإيجابيّة بين أولئك الذين تلقّوا اللقاح. إذا لم يتمّ العثور على الفيروس، حتى ولو أصيب شخص ما، فهذا يعني عدم وجود إمكانية لتفشيه. النتائج التي فصّلها باحثون في الجامعة والشركة لم تتمّ مراجعتها من خبراء آخرين، لكنّها أظهرت أنّه يمكن تخفيف التفشي بحوالي الثلثين.

وفي حديث إلى "بي بي سي" وصف وزير الصحة البريطاني مات هانكوك النتيجة بالـ"رائعة للغاية"، لأنّها "تساعدنا جميعنا على الخروج من هذه الجائحة". وأضاف أنّها "يجب أن تعطي الجميع الثقة بأنّ هذه الحقنة تعمل لا على إبقائكم سالمين وحسب بل على منعكم من نقل الفيروس إلى آخرين".

قال بعض العلماء إنّ هنالك حاجة للمزيد من التحاليل والبيانات قبل التوصل إلى استنتاجات جازمة. وهذا ما قاله الرئيس التنفيذي للجمعية البريطانية لعلم المناعة الدكتور دوغ براون. وذكر أنّه من المهم مواصلة التباعد الاجتماعي حتى بعد تلقي اللقاح. وإذا تأكدت هذه النتيجة فسيكون هذا الخبر "مرحّباً به للغاية".

وجد الباحثون أنّ جرعة واحدة من اللقاح كانت فعالة بنسبة 76% في تفادي "كورونا". تقيس البيانات الأشهر الثلاثة التي تلي إعطاء الحقنة الأولى ولا تشمل فترة الأسابيع الثلاثة التي تحتاج إليها الحماية كي تتكوّن.

وأضافت الصحيفة أن هذه النتائج المشجعة تدعم الاستراتيجية التي تستخدمها بريطانيا ودول أخرى عبر إعطاء الأولوية لأكبر عدد ممكن من الجرعات الأولى، واضعة جانباً المخاوف حول تأخر إعطاء الجرعة الثانية.

دعا بعض العلماء واشنطن إلى تتبع مثال بريطانيا ودول أخرى اختارت تأخير الجرعات الثانية لـ 12 أسبوعاً. لكن السلطات الفيديرالية رفضت ذلك قائلة إنّ هذه الخطوة غير مدعومة من البيانات الصادرة عن نتائج الاختبارات السريرية للّقاحين اللذين تستخدمهما الولايات المتحدة.

وافقت الولايات المتحدة على شراء 300 مليون جرعة من "أسترازينيكا" لكنْ لا الشركة ولا الحكومة الفيديرالية حددتا متى ستتوفر الجرعات وبأي كمية بعد أخذ الموافقة.

وبدا اللقاح أكثر فاعلية حين كان المدى الزمني الفاصل بين الجرعتين أطول من الأسابيع الأربعة التي استنتجها الباحثون بداية. بين المشاركين في التجارب السريرية والذين تلقوا جرعتين خلال ثلاثة أشهر فاصلة كحد أدنى، كان اللقاح فعالاً بنسبة 82% مقارنة بـ 55% لدى الذين انتظروا أقل من ستة أسابيع لأخذ الجرعة الثانية.

وكتب الباحثون أن استراتيجية تلقيح تفصل ثلاثة أشهر بين الجرعتين قد تكون الحل الأمثل لمواجهة الجائحة حين تكون الإمدادات قصيرة في المدى القريب.