الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

معاودة محادثات السلام الأفغانية مع استمرار إراقة الدماء

المصدر: النهار
صورة مؤرخة في 29 شباط 2020 للمبعوث الاميركي الخاص إلى افغانستان زالماي حليل زاد وأحد مؤسسي "طالبان" الملا عبد الغني برادار خلال اجتماع في الدوحة.   (أ ف ب)
صورة مؤرخة في 29 شباط 2020 للمبعوث الاميركي الخاص إلى افغانستان زالماي حليل زاد وأحد مؤسسي "طالبان" الملا عبد الغني برادار خلال اجتماع في الدوحة. (أ ف ب)
A+ A-
 
تبدأ غداً سلسلة جديدة من المحادثات بين حركة "طالبان" والحكومة الأفغانية في قطر، وسط تصاعد العنف في أفغانستان التي شهدت أخيراً موجة اغتيالات استهدفت شخصيات بارزة.
 
وأرجئت محادثات السلام الأفغانية التي بدأت في 12 أيلول في فندق فخم في الدوحة، حتى 5 كانون الثاني.
ولم تسفر المحادثات التي استمرت أشهرا بين الجانبين عن نتائج تذكر حتى الآن، لكن الطرفين أحرزا بعض التقدم العام الماضي عندما اتفقا أقله على ما سيناقش في الجولة التالية. 
وسيضغط مفاوضو الحكومة الأفغانية من أجل وقف دائم لإطلاق النار وحماية نظام الحكم القائم منذ إطاحة "طالبان" من السلطة في عام 2001 بغزو قادته الولايات المتحدة عقب هجمات 11 أيلول.
 
وقال أحد المفاوضين باسم الحكومة غلام فاروق مجروح ، إن "المحادثات ستكون معقدة للغاية وستستغرق وقتا. لكننا نأمل في تحقيق نتيجة في أسرع وقت ممكن لأن الناس سئموا من هذه الحرب الدموية".
 
 وفي وقت سابق في كانون الاول، قرر المفاوضون من الجانبين أخذ استراحة بعد أشهر من الاجتماعات المحبطة في كثير من الأحيان والتي تعثرت بسبب الخلافات حول الإطار الأساسي للمناقشات والتفسيرات الدينية.
 
الأمن غير موجود في كابول
وتأتي المحادثات عقب اتفاق انسحاب تاريخي للقوات الأميركية وقعته "طالبان" وواشنطن في شباط سيخرج بموجبه جميع الجنود الأجانب من الدولة التي مزقها العنف بحلول أيار المقبل.
 
وعلى رغم مفاوضات السلام بين الحكومة الأفغانية و"طالبان"، تشهد أفغانستان تصاعدا للعنف إذ شنت الحركة هجمات شبه يومية ضد القوات الحكومية في الأسابيع الأخيرة. كذلك، ازدادت الهجمات التي تستهدف صحافيين وسياسيين ورجال دين ومدافعين عن حقوق الإنسان في الأشهر الماضية. ومنذ تشرين الثاني، قتل نائب حاكم إقليم كابول وخمسة مراسلين في سلسلة جرائم تستهدف صحافيين في هذا البلد المضطرب.
 
وألقت السلطات باللوم على "طالبان" في تلك الهجمات، لكن تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) أعلن مسؤوليته عن بعضها.
وقال الناطق باسم مجلس الامن القومي جاويد فيصل :"بهذه الاغتيالات، تسعى "طالبان" إلى تقسيم السكان وخلق جو من الاستياء ضد الاجهزة الامنية الحكومية. لكن جرائم القتل هذه توحد الناس".
 
وأشار نيشانك موتواني نائب مدير وحدة البحوث والتقويم في أفغانستان، وهي مؤسسة فكرية مستقلة مقرها في كابول، إلى أن "طالبان" لن تعلن مسؤوليتها عن هذه الاغتيالات السياسية، لكنها مع ذلك، تعتزم أن تثبت لقادتها أنها "لا تزال كما هي ولم تتغير".
وقال رئيس الاستخبارات الأفغانية أحمد ضياء سراج للبرلمانيين هذا الأسبوع، إن "طالبان" نفذت أكثر من 18 ألف هجوم في العام 2020.
 
وخلال الأشهر التسعة الأولى من العام، قتل 2177 مدنيا وجرح 3822، وفق بعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة إلى أفغانستان. ويبدو أن قلة في البلاد تؤمن أن الوضع سوف يتحسن، على رغم معاودة المحادثات. وقال جمشيد محمد وهو من سكان العاصمة كابول: "لا يوجد أمن في كابول. إلى متى يترتب علينا دفن أحبائنا؟"
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم