السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

بين "العودة إلى الوطن" و"التعايش الصعب" ماذا عن مستقبل كراباخ؟

المصدر: "أ ف ب"
جندي أذربيجاني يلتقط صورة مع العلم الوطني فوق برج خارج مدينة فضولي (أ ف ب).
جندي أذربيجاني يلتقط صورة مع العلم الوطني فوق برج خارج مدينة فضولي (أ ف ب).
A+ A-
شكّل تسليم لاتشين، آخر الأقاليم الثلاثة التي سلمتها يريفان لباكو، تنفيذاً لاتفاق وقف إطلاق النار في ناغورنو- كراباخ، اليوم، نهاية المرحلة الأولى من عملية السلام برعاية موسكو.

لكن حلّ النزاع حول جمهورية كراباخ ذات الغالبية الأرمينية، المعلنة من جانب واحد، والتي انفصلت عن أذربيجان إثر حرب في تسعينات القرن الفائت، لا يزال بعيد المنال.

في الآتي، أبرز ما يمكن توقعه في المرحلة التالية:


العودة إلى الوطن
تعهّدت أرمينيا أن تسلّم أذربيجان ثلاثة أقاليم كانت تشكّل منطقة عازلة تحوط بكراباخ، في إطار اتفاق لوقف إطلاق النار وقع في التاسع من تشرين الثاني.
 
وتمّ اليوم، تسليم إقليم لاتشين، بعدما سُلّم إقليم كالباجار في 25 تشرين الثاني، وإقليم أغدام في 20 منه.
 
وكانت باكو استردت أربعة أقاليم أخرى مماثلة خلال ستة أسابيع من المعارك الشرسة التي اندلعت نهاية أيلول.

وكل هذه الأقاليم كانت خارج سيطرة أذربيجان منذ انتهاء الحرب في 1994.
 
وبذلك، يستطيع عشرات آلاف الاذربيجانيين، الذين اضطروا إلى مغادرة هذه المناطق قبل ثلاثين عاما العودة اليها، حتى لو كانت باكو ترى أولاً وجوب تنفيذ عمليات لنزع الألغام وإعادة بناء البنى التحتية.

ولا يزال الانفصاليون الأرمينيون يسيطرون على القسم الأكبر من أراضي كراباخ. وبدأ سكان المنطقة الذين فروا من المعارك الأخيرة بالعودة، علماً أن عددهم يقدر بتسعين ألف شخص يشكلون نحو ستين في المئة من السكان.
 
وأعلنت روسيا التي نشرت نحو ألفي جندي لحفظ السلام في كراباخ، أنها ساعدت إلى الآن في عودة أكثر من 26 ألف شخص.

 
تعايش صعب
وعدت أذربيجان الغنية بالنفط في القيام باستثمارات كبيرة في إعادة إعمار الأقاليم التي عادت إليها.
 
لكن مستقبل كراباخ يبقى غامضاً، خصوصاً أنّ المنطقة تعوّل في شكل كامل على الدعم المالي من أرمينيا وقد ضعف اقتصادها راهناً إلى حد كبير.
 
كذلك، ليس واضحاً كيفية التنسيق بين أذربيجان وأرمينيا والسلطات الانفصالية في ناغورنو- كراباخ.
 
من جهتها، قالت المحللة في مجموعة الأزمات الدولية اوليسيا فارتانيان لـ"فرانس برس": "الاتفاق الذي حصلت عليه موسكو (...) ملتبس في عدد من جوانبه على غرار تفويض قوات السلام الروسية وتنظيم حياة السكان المدنيين سواء كانوا أرمينيين أو أذربيجانيين".
 
وأضافت: "إذا استمر هذا الالتباس، فقد يكون مصدر توترات".
 

ماذا عن مستقبل كراباخ؟
لم يتطرق اتفاق وقف النار إلى المسألة الأكثر تعقيداً، أي مستقبل كراباخ على المدى البعيد.
 
وطوال عقود، جرت مفاوضات رعتها فرنسا وروسيا والولايات المتحدة في إطار "مجموعة مينسك" التي كلفت في التسعينات ايجاد حل دائم للازمة، لكنها لم تفض إلى نتيجة ملموسة.
 
واضطلعت روسيا بدور أساسي لوضع حد للمعارك الاخيرة، مؤكّدة موقعها الإقليمي.
 
لكن اتفاق وقف النار أظهر أيضاً النفوذ المتنامي لتركيا، حليفة باكو، التي ستقيم مع روسيا "مركز تنسيق" مهمته السهر على احترام الهدنة.
 
إلى ذلك، شككت أذربيجان في صدقية "مجموعة مينسك" داعية الأسبوع الفائت الى استبعاد فرنسا من الوساطة بعدما صوت مجلس الشيوخ الفرنسي على نص يطلب "الاعتراف" بناغورنو- كراباخ.

ويرى محللون أن الوضع الجديد القائم قد يسهل إحياء المفاوضات، خصوصاً أن تسليم الأقاليم السبعة أزال إحدى أبرز نقاط الخلاف بين باكو ويريفان.
 
لكن انعدام الثقة في المنطقة يظل كبيراً مع صعوبة تجاوز عقود من العداء.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم