الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

نيوزيلندا تعتذر رسميًّا لمتحدّرين من جزر المحيط الهادئ: "آسفون للتطبيق التمييزي لقوانين الهجرة"

المصدر: أ ف ب
عناق من آردرن خلال احتفال أقيم في أوكلاند (1 آب 2021، أ ب).
عناق من آردرن خلال احتفال أقيم في أوكلاند (1 آب 2021، أ ب).
A+ A-
قدّمت رئيسة الوزراء النيوزيلندية جاسيندا آردرن اعتذارا رسميا، الأحد، على حملات الشرطة الأمنية التي استهدفت "من دون وجه حق" في سبعينات القرن الماضي سكان بلادها المتحدّرين من جزر المحيط الهادئ.

ونفّذ عناصر أمن ومسؤولون من دائرة الهجرة، برفقة كلاب، عمليات الدهم التي كانت تتم فجرا لتوقيف الأفراد الذين بقوا بعد انقضاء مدد تأشيرات عملهم وترحيلهم. 

وشكّل المتحدّرون من جزر الهادئ ثلث الأشخاص الذين كانوا يبقون بعد انقضاء مدة تأشيراتهم لكنهم مثلوا 86 في المئة من الملاحقين، فيما شكل البريطانيون والأميركيون في نيوزيلندا (مثلوا ثلث الذين بقوا بعد انقضاء مدة تأشيراتهم) خمسة في المئة فقط من الأشخاص الملاحقين من السلطات في الفترة ذاتها.

وقالت آردرن، خلال تجمّع لشخصيات بارزة من المتحدرين من منطقة الهادئ في أوكلاند: "أقف اليوم نيابة عن الحكومة النيوزيلندية لتقديم اعتذار رسمي ومن دون تحفّظات للمجتمعات المتحدرة من الهادئ على التطبيق التمييزي لقوانين الهجرة في سبعينات" القرن الماضي.

وأضافت أن "الحكومة تعرب عن حزنها وأسفها وندمها على عمليات الدهم التي تمت فجرا وعمليات التفتيش العشوائية التي نفذتها الشرطة وعلى أن هذه الأفعال اعتبرت مناسبة في أي مرحلة" في التاريخ.

ورغم أن الحملات الأمنية تمّت قبل نحو خمسين عاما، قالت آردرن إنها بقيت مطبوعة بشكل واضح في ذاكرة الأشخاص الذين تأثروا بها و"تعيش على تقويض الثقة في السلطة".

ووصف وزير شؤون سكان منطقة الهادئ وليام سيو، الذي هاجر مع عائلته من ساموا إلى نيوزيلندا عام 1969، عمليات الدهم بأنها تمثّل "العنصرية في أسوأ أشكالها".

وكانت ويلينغتون تشجّع على الهجرة من جزر الهادئ مثل ساموا وتونغا وفيجي بعد الحرب العالمية الثانية لسد النقص في العمالة مع انتعاش الاقتصاد.

لكن المهاجرين واجهوا رفضا خلال الانكماش الاقتصادي الذي كانت تشهده البلاد في السبعينات إذ رأى البعض بأنهم كانوا يسرقون الوظائف من النيوزيلنديين.

وعندما أعلنت آردرن المرة الاولى عن قرارها الاعتذار، بكى سيو أثناء تذكره التجربة المرعبة التي مرت بها عائلته.

وقال: "الذكريات مطبوعة في ذهني لوالدي وهو لا يقدر على شيء... يطرق أحدهم على الباب في ساعات الصباح الأولى ويوجّه ضوء الكشاف على وجهك ويقلل من احترام مالك منزلنا".
 
وأضاف: "كان الأمر مسببا لصدمة نفسية".

وشددت آردرن على أن نيوزيلندا ملتزمة القضاء على العنصرية وأعربت عن أملها في أن يكون اعتذارها "ساهم في طي الصفحة والتئام الجروح بالنسبة لسكاننا من المتحدّرين من الهادئ".
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم