السبت - 27 تموز 2024
close menu

إعلان

أمّهات وزوجات جنود روس لبوتين: فلاديمير أجِب على أسئلتنا!

المصدر: "أ ف ب"
جدارية تصوّر ثلاثة جنود روس مسلّحين على مبنى في موسكو (12 ت1 2022 - أ ف ب).
جدارية تصوّر ثلاثة جنود روس مسلّحين على مبنى في موسكو (12 ت1 2022 - أ ف ب).
A+ A-
تنتشر على حسابات باللغة الروسية على الإنترنت منذ أسابيع، مقاطع فيديو لأمهات وزوجات جنود روس أرسلوا للقتال في أوكرانيا، يتجمّعن في مناطق عدّة في روسيا ليطالبن الرئيس فلاديمير بوتين بالتزام وعوده لجهة تأمين أقصى تدابير الحماية للعسكريين.
 
وكان الكرملين أكّد بعد إصدار أمر تعبئة جزئية في أيلول لمئات آلاف العناصر، أن المجندين سيخضعون لتدريب متين وسيتلقون معدات جيدة ولن يُرسلوا إلى خطوط الجبهة الأمامية.
 
غير أن انتهاكات عدّة لهذه الوعود سُجّلت مع مقتل مجنّدين على الجبهة وتعبئة رجال غير مؤهّلين للقتال وأرباب عائلات ورجال أكبر سنّاً من أن يخدموا في الجيش، وعدم توفير المعدات المناسبة والتدريب العسكري الضروري لعدد من الذين تم استدعاؤهم.
 
أثارت هذه التعبئة الفوضوية التي دفعت السلطة إلى الإقرار بوقوع "أخطاء"، قلق عائلات الجنود الذين أرسلوا إلى أوكرانيا. ومع انتشار مخاوف تهدّد بالتحول إلى احتجاجات، يجد الكرملين نفسه في وضع دقيق. فإن كانت السلطات تقابل أيّ تشكيك في جدوى الحرب في أوكرانيا بقمع شديد، فإن كلام زوجات الجنود وأمّهاتهم مقدس في روسيا وتوقيفهنّ سيثير حتماً صدمة كبرى.
 
وفي مؤشر إلى أن السلطة تنظر بجديّة إلى هذا الأمر، يلتقي بوتين الجمعة للمرة الأولى أمهات عسكريّين أرسلوا إلى أوكرانيا، غير أنّ بعض قريبات الجنود يتوقّعن منذ الآن أن يجري الاجتماع وفق ترتيب مصمّم مسبقاً من دون أن يتضمّن نقاشاً في جوهر المسألة.
 
رأت أولغا تسوكانوفا، والدة شاب يؤدّي خدمته العسكرية، أنّ بوتين سيلتقي "أمّهات اختارهنّ بعناية، سيطرحن الأسئلة المناسبة ويشكرنه، كما في كلّ مرّة".
 
وصاحت المرأة التي تُريد التثبّت من أنّه لن يُرسل ابنها العشرينيّ بصورة غير قانونيّة إلى الجبهة أو إلى منطقة الحدود مع أوكرانيا التي تتعرّض كذلك للقصف "فلاديمير فلاديميروفتش، أجب على أسئلتنا!"
 
قدِمت تسوكانوفا من مدينتها سمارا على مسافة 900 كيلومتر شرقاً، إلى موسكو على أمل استقبالها في الكرملين، لكن ذلك لم يتحقّق. وقالت: "أتصوّر أنهم يخشون أن نطرح أسئلة محرجة. لكن لا بدّ من تسوية المشكلة!"
 
 
محاسبة
بوتين مُدرك لمدى حساسيّة مسألة عائلات الجنود.
 
ففي آب 2000، عند غرق الغواصة الروسية "كورسك" ومقتل أفراد طاقمها الـ118، واجه انتقادات شديدة لاتهامه بالتأخر في التحرك. وعلى الإثر، فرض بوتين سلسلة أولى من القيود على وسائل الإعلام.
 
وخلال حربي الشيشان، قامت أمّهات جنود بتحرك أربك السلطات وأجّج مشاعر الاستياء عبر المجتمع الروسي.
 
وفي مواجهة قمع متزايد، عمدت أمهات الجنود وزوجاتهم هذه المرة إلى عدم انتقاد غزو أوكرانيا بصورة مباشرة، بل ندّدن بشروط إرسال أبنائهنّ وأزواجهنّ إلى الحرب.
 
ووضعهنّ كأمهات وزوجات مجنّدين ذهبوا لخدمة الوطن، يمنحهنّ شرعيّة ونوعاً من الحماية من الاضطهاد، إذ لا يمكن للسلطة أن تعتبرهنّ مجرّد معارضات عاديّات.
 
في الإطار، أوضح أليكسي ليفينسون، عالم الاجتماع في مركز "ليفادا" المستقلّ، أن هناك في المجتمع الروسي "شعوراً في اللاوعي بأن النساء لهنّ الحقّ" في مساءلة السلطة.
 
وتابع أن هؤلاء النساء "يطلبن من الدولة أن تقوم بوظيفتها كـ(أب جماعي) للمجنّدين"، مشيراً إلى أنه "حين لا تضطلع الدولة أو القيادة العسكرية بوظيفتها، ترفع النساء مطالب".
 
غير أن الحركة هذه المرّة لا تزال مشتّتة وقليلة التنسيق. وتنشر دعوات الأقرباء اليائسين على مواقع التواصل الاجتماعي حيث تتشكل مجموعات بصورة عفوية حول وجوه بارزة.
 
ومن هذه الوجوه، أولغا تسوكانوفا التي تُناضل كذلك من أجل معارِضة مثيرة للجدل هي سفيتلانا بيونوفا المطلوبة في روسيا لاتهامها ببثّ نظريات مؤامرة.
 
وفي ظلّ أجواء من القمع الشديد، تخشى بعض النساء التحدث إلى الصحافة وخصوصاً الأجنبية، خوفاً من أن يتعرّضن لمتاعب أو أن يزيد ذلك من خطورة الوضع على أقربائهنّ.
 
وكتبت إحداهنّ لوكالة "فرانس برس" طالبة عدم الكشف عن اسمها: "وجّهنا رسائل رسمية إلى السلطات. ليس الصحافيون من سيخرج رجالنا من الخنادق ولا نريد أن نتسبب لهم بمزيد من المشكلات".
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم