الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

40 عاماً على الحرب الإيرانية-العراقية... حين "تجرّع" الخميني كأس السم

المصدر: "النهار"
الخميني خلال الثورة الإيرانية.
الخميني خلال الثورة الإيرانية.
A+ A-
 
 "ويلٌ لي لأنّي ما زلت على قيد الحياة لأتجرّع كأس السّمّ بموافقتي على اتّفاقيّة وقف إطلاق النار". هذا ما أعلنه المرشد الإيرانيّ السابق روح الله الخميني عبر خطاب إذاعيّ عندما قبِل متردّداً بالقرار الأمميّ 598 والقاضي بوقف إطلاق النار بين إيران والعراق في تمّوز 1988. مرّت الحرب الإيرانيّة-العراقيّة بمنعطفات عدّة منذ اندلاعها، حيث يصادف هذا الشهر الذكرى الأربعين على نشوبها.
 
في 22 أيلول 1980 توغّلت القوّات العراقيّة داخل الأراضي الإيرانيّة، قبل أن يصدّ الإيرانيّون الهجوم وتسترجع طهران بعد سنتين جميع الأراضي التي احتلّها جيش صدّام حسين. عندها تعزّز الموقف الإيرانيّ ليصرّ الخميني على استئناف الحرب حتى إطاحة النظام العراقيّ على الرغم من طلب الأخير هدنة في ذلك الوقت.
لكن بين نيسان وآب 1988، تمكّن العراق من السيطرة على شبه جزيرة الفاو كما استخدم السلاح الكيميائيّ على نطاق واسع مهدّداً باستخدام المزيد منه في حال لم تقبل إيران بوقف إطلاق النار. وكانت إيران قد خسرت الغالبيّة الساحقة من أسطولها الجوّيّ، كما جميع الأراضي العراقيّة التي سيطرت عليها خلال السنوات السابقة.
 
وفي وقتٍ كان صدّام مدعوماً من غالبيّة الدول العربيّة والغربيّة، أسقطت الولايات المتّحدة عن طريق الخطأ طائرة مدنيّة إيرانيّة في تمّوز 1988، ممّا أوحى للقيادة الإيرانيّة بوجود نيّة حازمة لدى الغربيّين على هزيمة إيران. جاء ذلك بعدما دمّرت الولايات المتّحدة نصف الأسطول البحريّ الإيرانيّ قبل أربعة أشهر بسبب اصطدام سفينة حربيّة أميركيّة بلغم إيرانيّ في مياه الخليج العربيّ. هذه الأسباب وغيرها جعلت الخميني يقبل بمرارة بوقف إطلاق النار.
منذ ذلك الوقت، تُستخدم عبارة "شرب كأس السمّ" في إيران كدلالة على الخضوع للضغوط الخارجيّة. تفسّر هذه الذاكرة الجماعيّة، أقلّه لدى النظام، لماذا تتجنّب إيران الرضوخ للعقوبات التي يفرضها حاليّاً الرئيس الأميركيّ دونالد ترامب. لهذا السبب، قد تفضّل طهران فوز بايدن في الانتخابات الرئاسيّة لأنّه يمكن أن يقدّم مخرجاً ديبلوماسيّاً يحفظ ماء وجهها، على الرغم من أنّ الاتّفاق الثنائيّ لن يكون سهلاً هو الآخر.
 
لكن على العكس من ذلك، ستُعدّ عودة إيران إلى طاولة التفاوض في ظلّ بقاء إدارة ترامب وكأنّه استسلام لها. إلّا إذا قرّر ترامب فتح المفاوضات من دون شروط مسبقة. فهل يقدِم على خطوة مفاجئة كهذه في حال فوزه ويقيها "شرب كأس السّمّ" مرّة أخرى؟
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم