السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

هل يوحّد بايدن أميركا بخطاب مُملّ؟

المصدر: "النهار"
الرئيس المنتخب الذي سيتم تنصيبه اليوم جو بايدن - "أ ب" (أرشيف)
الرئيس المنتخب الذي سيتم تنصيبه اليوم جو بايدن - "أ ب" (أرشيف)
A+ A-

في وقت ينتظر كثر سماع خطاب الرئيس الأميركي جو بايدن في يوم التنصيب لمعرفة كيفية عمله على توحيد مواطنيه بعد طول انقسام، يتوقع الأميركيون، وربما معهم مراقبون من الخارج، أن يطلق بايدن كلمات ملهِمة. لكن بايدن غير معروف بأنه خطيب مفوّه. فكيف سيعمل على تخطي هذه العقبة؟

بالنسبة إلى ناشر مجلة "بوليتيكو" جون هاريس، إنّ عدم تمتع بايدن بشخصية حيوية هو نوع من "الهدية" في الوقت الحالي. طبعاً، ستكون بعض المقاطع في خطابه بليغة خصوصاً إذا استعان بمحرر خطابات ناجح. في جميع الأحوال، سيترك خطابه أثراً لمدة أيام، إن لم يكن لساعات. ليس الأمر أنّ دعوته للاتحاد ستصل إلى آذان صماء بل إلى عقول غير حساسة.

يرى هاريس أن أجندة بايدن السياسية تعتمد على إعادة إحياء وسطية فعالة. وللجميع مصلحة في ذلك. لن يُطلب من بايدن إيقاظ أفضل الملائكة في طبيعة الأميركيين خلال خطابه. ومواهبه الخطابية التي تعد اليوم مملة قليلاً يمكن أن تكون نقطة إيجابية.

طوال أكثر من ثلاثة عقود، فشلت الكلمات الملهمة في توحيد الأميركيين. بوش الأب دعا إلى "أمة أكثر لطفاً". تعهد بيل كلينتون أن يكون "مصلح الشقاق". بوش الابن قال إنّه يريد "تغيير نبرة واشنطن". باراك أوباما نفى أن يكون هنالك "أميركا ليبيرالية وأميركا محافظة بل ولايات متحدة أميركية".

توفّر جائحة كورونا وتداعياتها فرصة لبايدن كي يتّجه إلى الخطاب والأفعال العملية. لدى طرفي الانقسام في الولايات المتحدة مصلحة في حكومة أكثر فاعلية. استبعد كثر أن يصل بايدن إلى الرئاسة بسبب شخصيته غير الحيوية وعدم القدرة على التعبير عن نفسه بسلاسة وعدم قدرته على تأطير أفكاره ضمن حجة تاريخية جريئة تظهر المسار الذي ستسلكه البلاد مستقبلاً. وثمة أمر آخر لا ينطبق على بايدن: هو شخص لم تتكوّن نظرته العالمية في جامعة نخبوية غذّت النقاشات الثقافية.

ينتمي بايدن إلى تحالف ديموقراطي قديم مدفوع بناخبي الطبقة العاملة وقد وحّدته أهداف مادية: مشاريع الأشغال العامة وحماية العمال والميثاق الاجتماعي الذي يعتقد المستفيدون أنه يوفر أرضية مناسبة لمستوى معيشتهم.

وصل بايدن إلى مجلس الشيوخ في كانون الثاني 1973، بعمر الثلاثين. في ذلك الوقت، كانت مواضيع سياسية جديدة تبصر النور. لم تكن منبثقة عن أجندة مادية بل عن سياسات الهوية مثل حقوق الإجهاض والاندماج في المدارس قبل أن تأخذ النزاعات السياسية أشكالاً اجتماعية ونفسية.

في النصف الثاني من نصف القرن الذي قضاه بايدن في واشنطن، ارتبطت السياسات الجديدة بدعم شركات الإعلام وعالم التواصل الاجتماعي الذي يعتمد على الثقافة الغاضبة والمنقسمة. إن صناعة الازدراء التجارية هي السبب وراء ضعف جميع الدعوات إلى الوحدة منذ ثلاثين عاماً.

وأضاف هاريس أنّ السياسات المعاصرة تعتمد على البراهين الرمزية. لكن بإمكان بايدن إحياء سياسات ملموسة عوضاً عن السياسات الرمزية. إذا نجح بايدن في إقرار قوانين الإنفاق على البنية التحتية فهذا سيكون تحقيقاً لأمور ملموسة. سيستفيد من هذه القوانين أشخاص كثر بمن فيهم ناخبون لترامب.

إنّ شخصية بايدن الصلبة والمثابرة في هذا الإطار هي هدية. تعتمد محاولته توحيد البلاد على الابتعاد عن سياسات الهوية باتجاه سياسات المكاسب المادية. والطريقة الفضلى لتوحيد البلاد قد تكون الابتعاد عن الوعظ والحديث عن الإنجازات.

 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم