الأربعاء - 22 أيار 2024

إعلان

في اليوم الثامن للغزو الروسيّ... مفاوضات لوقف إطلاق النار وقصف مركز إعلاميّ في كييف

المصدر: "النهار"- وكالات
صورة من مترو كييف (أ ف ب).
صورة من مترو كييف (أ ف ب).
A+ A-
تتواصل المعارك في أوكرانيا على جبهات مختلفة لليوم الثامن، وسط اختلاف كبير في بيانات السيطرة والخسائر بين موسكو وكييف على مختلف الأصعدة لا سيّما الاقتصادية منها، في وقت تدخلت فيه الأمم المتحدة عبر قرار يطالب روسيا بـ"التوقف فوراً عن استخدام القوّة" ضدّ جارتها.

وكانت قد اشتدّت وتيرة المواجهات العسكرية بين الجيشين الروسي والأوكراني في عدة مدن، أبرزها العاصمة كييف، وخاركيف وخيرسون، التي أعلنت القوات الروسية دخولها وسط مخاوف دولية من اقتراب حرب المدن.
 
وبعد أسبوع من بدء عمليتها، استولت القوات الروسية على خيرسون المدينة الكبيرة في جنوب أوكرانيا قبيل جلسة ثانية من المحادثات يفترض أن تعقد صباح اليوم بشأن وقف إطلاق النار بين المفاوضين الروس والأوكرانيين.

وخيرسون هي أكبر مدينة تسيطر عليها القوات الروسية في النزاع الذي أدّى منذ بدايته قبل سبعة أيام إلى فرار مليون شخص إلى الدول المجاورة، حسب المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي.
 
في السياق، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أمس للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب مقتل 498 من جنودها.
 
كما نقلت وكالة إنترفاكس عن وزارة الدفاع اليوم أن القوات الروسية قصفت مركزاً للإذاعة والتلفزيون في كييف وسيطرت على بلدة بالاكليا القريبة من مدينة خاركيف في شرق أوكرانيا.

وقصفت الصواريخ الروسية برجاً للتلفزيون في كييف هذا الأسبوع فيما قالت موسكو إنه كان "هجوماً يستهدف الإعلام الأوكراني".
 
في السياق، أكّدت الخارجية الروسية أن "موسكو لا تنوي قطع العلاقات مع واشنطن ونحافظ على وجود قنوات اتّصال مع الدول الغربية"، مضيفةً "حاولنا منع التصعيد لكن الغرب لم يساعدنا".
 
من جهتها، أوصت الخارجية الفرنسية "بقوّة" الفرنسيين الذين "لا ضرورة لوجودهم" في روسيا بمغادرتها.
 
وقالت خدمات الطوارئ في أوكرانيا إن القصف والهجمات الروسية على المدنيين أودت بحياة 34 شخصاً في منطقة خاركيف بشرق البلاد خلال الساعات الـ24 الماضية.

من ناحية أخرى قال مسؤول محلي إن مدينة ماريوبول الساحلية، والتي كانت من بين الأهداف الأولى للغزو الروسي، تعيش بلا كهرباء أو مياه.
 
وفي مؤتمر صحافيّ، شدّد وزير الخارجية الروسيّة سيرغي لافروف على أن "العالم يستمع لمطالب بلاده ومشاغلها ولكنه لا ينصت فعلاً إليها"، مشيراً إلى أن "هناك خطط في الغرب للتحضير لحرب"، ومعتبراً أنها إذا "اندلعت فستكون نووية بلا أدنى شك"، وفق تعبيره.

إلى ذلك، اعتبر أن "أوكرانيا تحوّلت إلى ساحة للقضاء على كل ما يتعلّق بروسيا"، مؤكّداً أنه "لا يحقّ لأيّ دولة تعزيز أمنها على حساب أمن دولة أخرى"، في إشارة إلى مسألة انضمامها لحلف شمال الأطلسي (الناتو).

أمّا بشأن السلاح النووي، فأكّد وزير الخارجية أن "لدى بلاده عقيدة عسكرية تتحكم وتفصل شروط استخدام هذا السلاح". وقال: " الرئيس الأميركي جو بايدن كان أول من لوح بحرب عالمية ثالثة، لكنني أكّدت له أنها إذا اندلعت فستكون نووية بلا شك!".

إلى ذلك، انتقد لافروف "السياسة الأميركية التي وصفها بالاستئثارية"، متسائلاً: " كيف يمكن لأميركا أن تحدّد إن كان الغاز الروسي مناسب لأوروبا أو يمكن الاستغناء عنه؟!".

واعتبر أن الولايات المتحدة تتحكم بأوروبا والعالم بأسره، مشيراً إلى أنها "فرضت على الأوروبيين وقف مشروع الغاز نوردستريم".

كما أشار إلى أن "الناتو ملتزم بقرارات ورغبات واشنطن"، متهماً إيّاه بـ"عدم الالتزام بتعهداته بشأن التوسع في شرق أوروبا".

في السياق، رأى لافروف أن "أميركا تريد التحكّم بأوروبا والعالم كما فعل هتلر"، لافتاً إلى أنه "لا يحقّ لأيّ دولة تعزيز أمنها على حساب أمن دولة أخرى"، موضحاً أن "أوكرانيا تحاول منع بعض الجاليات الأجنبية من مغادرة المدن وأنها لا تزال تماطل في المحادثات".

وتابع: "نؤكّد مجدّداً الاستعداد للحوار على أساس الاحترام المتبادل، وهدفنا في أوكرانيا نزع السلاح الذي يهدّد روسيا والقضاء على النازيين الجدد".



وأعلن إيغور كوليخاييف رئيس بلدية هذه المدينة التي يبلغ عدد سكانها 290 ألف نسمة أنه أجرى مناقشات مع "ضيوف مسلحين" في مبنى تابع لإدارة خيرسون، ملمحاً بذلك إلى القوات الروسية من دون أن يسميها.

وكتب في رسالة على "فايسبوك": "لم تكن لدينا أسلحة ولم نكن عدوانيين. أظهرنا أننا نعمل لتأمين المدينة ونحاول التعامل مع عواقب الغزو".

"خطير جداً" 
طلب رئيس الإدارة الإقليمية غينادي لاخوتا في رسالة عبر تطبيق تلغرام، سكان المدينة إلى البقاء في منازلهم ، مشيراً إلى أن "المحتلين الروس موجودون في جميع أنحاء المدينة وهم خطيرون جداً".

وتتابع المحكمة الجنائية الدولية الأعمال التي تقوم بها روسيا على الأراضي الأوكرانية بدقة. وقد أعلن مدعي عام المحكمة كريم خان مساء أمس "فتح تحقيق فوراً" في جرائم حرب.

وأعلن الجيش الروسي صباح أمس أنه سيطر على خيرسون الواقعة على مقربة من شبه جزيرة القرم التي ضمّتها موسكو في 2014. وقد تعرضت هذه المدينة الساحلية ومحيطها لقصف كثيف.

إلى الشرق، قالت سيدة تقيم في ماريوبول الميناء الأوكراني الرئيسي على بحر آزوف، "إنه يتدهور من ساعة إلى أخرى". وأوضحت مارينا (28 عاماً) أنه تمّ قصف وسط المدينة.

وفي حال سيطر الجيش الروسي على ماريوبول، سيؤمن اتصالاً ميدانياً بين قواته القادمة من شبه جزيرة القرم وتلك القادمة من المناطق الانفصالية في الشمال الشرقي.

وجاء التقدّم العسكري الروسي قبل على بعد ساعات فقط من محادثات وقف إطلاق النار التي وافقت موسكو على إجرائها.
 

وستبدأ هذه المفاوضات صباح اليوم في مكان في بيلاروسيا "غير بعيد عن الحدود مع بولندا"، على حد تعبير المفاوض الروسي فلاديمير ميدينسكي.

ولم تسفر مباحثات أولية جرت الاثنين في بيلاروسيا أيضاً، عن نتائج ملموسة، إذ طالبت كييف بإنهاء فوري للغزو بينما كانت روسيا تنتظر استسلاماً على ما يبدو.

وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكين إن الولايات المتحدة "ستدعم الجهود الديبلوماسية" لأوكرانيا للحصول على وقف لإطلاق النار مع روسيا، وإن كان "تحقيق ذلك أصعب بكثير عندما يطلق الرصاص وتتقدّم الدبابات".

كما شدّد وزير الخارجية الأميركية على "الكلفة بشرية الهائلة" حتى الآن. وقال في مؤتمر صحافي إن "المئات إن لم يكن الآلاف من المدنيين قُتلوا وجُرحوا"، معتبراً أن "عدد القتلى والجرحى المدنيين والعواقب الإنسانية، سيزداد سوءاً في الأيام المقبلة".

من جهته، عبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عبر عن رغبته في "البقاء على اتصال" مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين "لإقناعه بالتخلي عن السلاح". وجاء تصريح ماكرون في خطاب متلفز قال خلاله "لسنا في حرب مع روسيا".

مليون لاجئ 
في الوقت نفسه، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً "يطالب روسيا بالكف فوراً عن استخدام القوة ضدّ أوكرانيا". ومن أصل 193 دولة عضواً في المنظمة الدولية، عارضت خمس فقط النص وامتنعت 35 أخرى بينها الصين، عن التصويت.

ميدانياً من جديد وفي اليوم السابع من بدء غزو أوكرانيا، أعلن الجيش الأوكراني أن وحدات روسية محمولة جواً أُنزلت في خاركيف ثاني مدينة في البلاد وتقع في شرق البلاد على بعد خمسين كيلومتراً عن الحدود مع روسيا.

وغداة عمليات قصف لوسط المدينة أودت بحياة 21 شخصاً على الأقل حسب إدارة المنطقة، أصيبت مبان تضم قوات أمنية والجامعة. وقُتل أربعة أشخاص على الأقل وأصيب تسعة آخرون بجروح.

وأعلنت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا مقتل عضو أوكراني من بعثتها المحلية خلال "قصف" خاركيف في اليوم السابق.

وفي محطة دوروهوزيشي لشبكة قطارات الأنفاق في كييف التي تحوّلت إلى ملجأ عند وقوع غارات جويّة، رأت وكالة "فرانس برس" عشرات العائلات. وقد أمضى كثيرون الليالي الست الأخيرة على الأرض مستلقين على ملاءات ومناشف.

وأثار القصف الجويّ لكييف وخاركيف استياءً كبيراً في العالم حيث تضاعفت التظاهرات ضد الحرب وإشارات التضامن مع أوكرانيا والعقوبات الشاملة ضد روسيا في الأيام الأخيرة.

ومن الإجراءات الاقتصادية، أكّد الاتحاد الأوروبي أن سبعة مصارف روسية ستستبعد من نظام سويفت الأساسي في التمويل الدولي، اعتباراً من 12 آذار.

وأوقف البنك الدولي كل برامج المساعدات المخصّصة لروسيا وبيلاروسيا.

وبسبب العزلة الاقتصادية المتزايدة لموسكو ارتفعت أسعار المحروقات والألمنيوم التي تعد روسيا مصدراً رئيسياً لها، مع ارتفاع أسعار النفط إلى أعلى مستوياتها منذ ما يقرب من عقد من الزمان.

وخسر الروبل خلال أيام أكثر من ثلث قيمته مقابل العملات الأجنبية. ويهدّد الوضع الوظائف والأجور والقروض المصرفية.

ويزداد عزل روسيا تدريجياً في الرياضة والثقافة.

وأعلنت شركة سبوتيفاي العملاقة للبث التدفقي للموسيقى مساء أمس إغلاق مكاتبها في روسيا وإزالة المحتوى الذي ترعاه الدولة الروسية من موقعها.
 
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم