هل اندلعت الحرب على أوكرانيا، كيف ومتى؟ مجموعة من الأسئلة يطرحها الناس بشكل شبه يومي، خاصة بعدما أعلن الرئيس الأميركي، جو بايدن، عن أنّ محاولة روسيا غزو الأراضي الأوكرانية، سيؤدي إلى اندلاع حرب عالمية ثالثة.
كلام يأخذه العالم على محمل الجدّ، خاصة أنّ حلف شمال الأطلسي (الناتو)، أعلن رفضه لأيّ عملية غزو أو حرب تشنها القوات الروسية على أوكرانيا.
الوضع السياسي والأمني، في حالة تأزم متصاعد، والخلاف يحتدم شيئًا فشيئًا، والصراع العسكري دخل أوجه مع تبادل القصف في إقليم دونباس المتنازع عليه، وسقوط قتيل على الأقل أعلنت عنه القوات الإنفصالية هناك، فيما عمليات الإجلاء للآلاف مستمرة من المنطقة.
من جهته، أعلن وزير الخارجية الأوكراني، دميتري كوليبا، وبكلّ صراحة، على أنّ الحرب على بلاده قد بدأت بالفعل، جاء هذا الحديث خلال كلمة له، اليوم الاثنين، قال فيها إنّ "بلاده لا تخطط لأيّ عمليات عسكرية هجومية، أو استفزازات أو عمليات تخريب"، وأضاف: "لا نريد حربًا بل هدفنا هو السلام".
التصعيد العسكري لم يقف هنا، إذ أعلنت القوات الروسية عن أنّ قذيفة صاروخية أطلقها الجيش الأوكراني قد سقطت على نقطة عسكرية روسية، في منطقة بعيدة عن المنطقتين الإنفصاليتين في أوكرانيا، ما قد يعقد المسألة العسكرية أكثر.
وعلى الرغم من أنّ روسيا تنفي نيتها غزو أوكرانيا، وأكدت مرارًا وتكرارًا أنّ ما تجريه على الحدود هو مجرد عمليات تدريب عسكرية، وأنّها أنهت وسحبت بعضًا من مدرعاتها وعتادها، إلّا أنّ صورًا جديدة نشره موقع ماكسار تكنولوجي الأميركي، يظهر انتشارًا جديدًا للقوات الروسية على الحدود، بمدرعات وجنود ومبان تتمركز فيها القوات الروسية بالقرب من الحدود.
هذه التحركات والأحداث، قد تشهد هدوءًا ما إذا توصل كلٌ من الرئيسان الأميركي جو بايدن، والروسي فلاديمير بوتين، بعد موافقة الطرفان على اللقاء، بناء على مقترح نظيريهما الفرنسي، إيمانويل ماكرون. القمّة ستعقد بين الطرفين، في حال"لم يحصل غزو روسي على اوكرانيا"، وهو شرط وضعه الأميركيون على روسيا.
وبناء على كلّ هذا، لا يمكن القول أنّ الحرب قد اندلعت بشكل رسمي على كامل الأراضي الأوكرانية، إنّما من المؤكد أنّ أحداث إقليم دونباس قد تأخذ مسار الأزمة للاحتدام والانزلاق إلى ما لا يحمد عقباه، ليس على القارة الأوروبية وحسب، بل على العالم كلّه.
