إعلان

وراء الهروب من الواقع أسباب… أعرفها!

المصدر: رفقا عطا الله
"يلّا نهرب؟"
"يلّا نهرب؟"
A+ A-

واقع أليم. محطّم للآمال. ما من بقعة ضوء فيه. لا يعثر الفرد على ما يشبهه فيه. شعور اللا انتماء إليه يتزايد يومًا بعد يومٍ. هذه لمحة عمّا يجعل الفرد يفكّر- مجرّد التفكير- بالهروب من واقعه.

اللا انتماء

واقع لا يتناسب مع تطلّعات الفرد. هذا هو حال الواقع الذي يجد الفرد نفسه مضطرًا للانسحاب منه. ليس بالأمر السهل أن يعلن على الملأ أنّه لا ينتمي إلى هذا الواقع. أصعب شعور في هذه الحياة هو شعور اللا انتماء.  كيف لا وهو – أي الفرد – ينسج منذ صغره خيوطًا مع ما يشبهه في واقعه. فجأةً، ودون سابق إنذار، تصبح الأمور التي كانت تشبهه غريبة عنه. وهذا يعني أنّ على عاتق الفرد أن ينسج من جديد سيناريو يمثّله.

خوفًا من المواجهة

لا بدّ من أن يترافق شعور اللا انتماء بأمرين لا ثالث لهما. إمّا المواجهة، وإمّا الاستسلام. كلّ فرد يختار شكل المواجهة الذي يناسبه. قد يستعين بالفنّ للتعبير عن غضبه. وقد يلجأ إلى مجموعة تشاطره الشعور نفسه، يعملون معًا من أجل التوصّل إلى حلّ يرضيهم. يعيد أوصالهم بواقعهم. يتعارض هذا الموقف مع مفهوم الاستسلام. من اختار الاستسلام، اختار الهروب من الواقع. لا نيّة لديه بإعادة علاقته بواقعه. ما بيده حيلة لكي يواجه. يسلّم بالواقع كما هو. ليبحث عندها عن ذاته خارج حدود الواقع الذي لا ينتمي إليه.

سعيًا وراء الشغف

لانشغاله بهموم الحياة، يبتعد الإنسان عن شغفه. ما إن تسنح له فرصة الابتعاد عن واقعه والانكباب الكلّي على شغفه، لن يفوّتها بالطبع. في عالم شغفه، سيعثر على أجوبة الأسئلة التي لطالما خطرت في باله. ما إن يصل إلى ما يرضي فضول المعرفة لديه، سيشعر كما لو أنّه ولد من جديد. لحظة اكتشاف الشغف في هذه الحياة توازي لحظة ولادة الإنسان. لهذا الشغف سيكرّس حياته ويبتعد عن كلّ ما يؤثّر سلبًا على هويّته.  

هربًا من الملل

يصل الفرد أحيانًا إلى أقصى درجات الملل، جرّاء الروتين الذي يسيطر على حياته. أمام هذا الوضع، لا يجد المرء نفسه سوى منغمسًا داخل لعبة ما وجد فيها المفرّ من واقعه المملّ. وقد يصل به الأمر إلى أن يصبح مدمنًا عليها، تمامًا كما يدمن الأفراد على لعب الـ Play Station أو على مشاهدة المسلسلات.  كلّ فرد سيجد ضالته التي ستخفّف من آثار الملل لديه. وغالبًا، ما ستكون هذه الضالّة تصبّ في غاية الابتعاد عن الواقع.

تفرض الظروف على الإنسان الابتعاد عن واقعه. ينسحب بإرادته أحيانًا، ويفرض عليه الانسحاب أحيانًا أخرى. كيفما كانت الطريقة، ستكمن وراء الهروب من الواقع إيجابيّات وسلبيّات.

 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم