اختيار التعليق – الكابشين - أسفل الصورة المنوي نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي ليس بالأمر السهل. وهو يواجه العديد من العقبات. يسبق نشر أي صورة حالة من التردد. محركات البحث هي في حالة تأهب عالية. مجموعة الأصدقاء على أهبة الاستعداد للبحث عن الاقتباسة المناسبة للصورة. مجموعة الواتساب لم تعد تحمل إشعارات الرسائل الجديدة. لا تناسبها الزحمة. الضغط على محرك البحث وعلى تطبيق واتساب في أعلى مستوياته.
خطة "أ" تترافق دائمًا بخطة "ب" وخطة "ج". إن لم ينفع الاقتباس الأول، هناك الاقتباس الثاني كاحتمال آخر. عملية البحث جدية بامتياز. تأتي بالبديل وبالبديل عن البديل. نعم إنها مسألة "حياة أو موت". هل تعلمون ما سيكون مصير الصورة في حال لم يتم العثور على الاقتباس المناسب لها؟ مصيرها مؤلم. إذ سيتم تلفها. ساعات اختيار الملابس ووضع الماكياج واختيار الكادر المناسب للصورة ستهدر في نهاية المطاف. فقط بسبب غياب كابشين يتناسق مع الصورة. واأسفاه!
فرصة ثانية ربما
تكون هذه الصورة سعيدة الحظ عندما تعود وتعيرها صاحبتها البعض من الأهمية. كيف يتم ذلك؟ بكل بساطة، ستظهر لها البعض من الحنية. ستستعطفها. إذ لا ترغب في خسارة هذه الصورة الجميلة جدًا. ستمنحها فرصة ثانية. ستنشرها بالطبع مع إيموجي Emoji. قلبها الصغير لا يحتمل وداع صورة تعتبرها من أجمل صورها في الآونة الأخيرة. لن تكون سعيدة باقتصار نشرها مع إيموجي ولكنها ستغض النظر.
لا يقف اختيار الكابشين عند هذا الحد. إذ كما يقال في العامية هناك كابشين بسمنة وكابشين بزيت. ماذا يعني ذلك؟ هناك الكابشين المتعالي – ذو مستوى - أي ذلك المكتوب بالإنكليزية، وهناك ذلك المكتوب بالعربية المصنفة أقل مستوى من الأول. باختيار الكابشين هناك شيء من التباهي، خصوصًا لدى الاستعانة باللغة الإنكليزية. من يستعين باللغة الفرنسية سيشعر بغرابة. لكونها لا تدخل في الصراع القائم بين الإنكليزية والعربية. فتلك الأخيرة مظلومة كثيرًا. هناك إهمال يلحق بها. ربما لأنها ليست على علاقة جيدة مع الجيل الجديد. إذ إن أغلبهم لا يحبونها لكي لا نقول يكرهونها.
للغموض مكانة فيها
هذا ومن المهم جدًا أن يقع الخيار على كابشين فيه بعض من الغموض. فيه تلميحات. لا بد ممن يقرأها الذهاب أبعد من معناها الظاهر. فبضع الكلمات التي يتضمنها الكابشين تحمل رسائل ورسائل لا تنتهي. تصلح التعليقات المتواجدة أسفل الصور جمعاء لتصبح سيناريو. أيقنتم الآن ما مدى أهمية الكابشين؟! اختياره ليس عفوياً. وراءه تكمن خفايا.
في كل مرة، يظهر أمامكم كابشين تذكروا ما قرأتموه هنا. لتمضية وقت مسلٍ، حاولوا تفكيك شيفرته.
