الإثنين - 20 أيار 2024

إعلان

في ذكراه الرابعة والعشرين... يبقى العميد ريمون إدّه حاضراً على الدوام

المصدر: "النهار"
Bookmark
العميد ريمون إدّه.
العميد ريمون إدّه.
A+ A-
ريمون عبودفي هذه الذكرى الأليمة عند الأوفياء والشرفاء وإن قلّ عددهم، والبلد يمرّ في أخطر أزمة وجودية كيانية تهدّده بالاندثار والزوال، نكتب لنعرّف الأجيال الصاعدة التي نشأت وترعرعت في أحضان الميليشيات والتيارات الشعبوية التي مارست القتل والنهب والخطف والعمالة، وضلّلت جماهيرها بفبركة الروايات والخرافات حول محاولة "دين براون" ترحيل المسيحيين الى كندا وأوستراليا ولبنان وطن بديل للفلسطينيين، وما زالوا يتاجرون بها من حين الى آخر، ليرتدّ بعضها الى بعض صراعاً على السلطة والنفوذ بين قبضايات الأحياء والأزقّة وأمراء الحرب، الى حرب توحيد البندقية، الى حرب الإلغاء، ونظراً للتعتيم الإعلامي المتعمّد على عائلة إده وتشويه سمعتها وطمس إنجازاتها الوطنية، وهذا يعود الى أيام الرئيس إميل إده الذي تصادم مع المفوض الفرنسي موريس ساراي الذي حلّ المجلس لمنعه من الوصول الى مركز حاكم لبنان، الى حملات ميشال شيحا حين أصدر صحيفته "لوجور" عام 1934، حظر ذكر إميل إدّه فيها، الى تلفيقات أتباع بشارة الخوري، وصولاً الى زمر المكتب الثاني والميليشيات الكتائبية... لنعرّفها إلى سيرة سياسي مميّز نبذ النفاق والدجل السياسي، قضى حياته جاهداً في سبيل إعلاء الحق وجلاء الحقيقة. وربما يكون السياسي الوحيد الذي سبق بمواقفه قاعدته الشعبية، عندما استشرف المستقبل ببصيرة نافذة، ورفض التسلّح والانجرار الى حرب عبثية قذرة. حينذاك تركه أغلب مناصريه وانساقوا وراء بشير الجميّل ومغامراته الوهمية والانتحارية، ليتوزّعوا لاحقاً بين الرابية ومعراب، أطلق عليه اسم "المنبوذ" ولم يحصدوا سوى الهزائم والخيبات، أيضاً الوحيد الذي لا تنطلق مواقفه من مصالح شخصية، فالحقيقة عنده كانت عفوية ولو قاسية، كان يردّد "أنا ما عندي شي مخبّا".كانت تصاريحه النارية تتصدّر الصفحة الأولى من صحيفة"النهار". هذه الأجيال لم تعرف عنه شيئاً، إذ غُيّب عن بلده لفترة طويلة حتى وفاته، وكان حزيناً في غربته القسرية ولا سيما في آخر أيامه، إذ شعر بأنّه بات وحيداً. نشير في هذا السياق الى ما قاله البطريرك صفير في رثائه "ولكان جلس في دست الرئاسة الأولى لو تزحزح قيد أنملة عن ثوابته، أو ساوم للحظة على مبادئه أو بدّل للمحة من اقتناعاته"، تميّز بصلابته وجرأته وبكامل أناقته حتى آخر أيامه، وبأسلوب انتقادي تهكّمي ساخر، رغم إلحاح غسان تويني رفض كتابة مذكراته فضاعت أسرار كثيرة. نتذكّر ما قاله غسان تويني "إن الذين غيّبوا ريمون إدّه عن أرضه وهو...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم