الأحد - 12 أيار 2024

إعلان

مآل عملية "طوفان الأقصى" والرد الإسرائيلي عليها تَكتِياً واستراتيجِياً

المصدر: "النهار"
Bookmark
مسلحون في غزة عقب عملية "طوفان الأقصى".
مسلحون في غزة عقب عملية "طوفان الأقصى".
A+ A-
الدكتور الياس ب. باسيل* لا تزال إسرائيل تدكّ قطاع غزًّة منذ الهجوم الفلسطيني على الأراضي المحيطة بهِ في 7 تشرين الأول 2023، ولكِن من دون دخولهِ برّاً حتّى الآن. يواكبُ القصف الإسرائيلي العنيف الذي يطاولُ أساساً المدنيين الفلسطينيين، حصارٌ شاملٌ. يردُّ الفلسطينيون بما يملكونهُ من صواريخ على المدن والبلدات الإسرائيلية القريبة، كما يتسللون للإشتباك مع الجيش الإسرائيلي. تزامناً، يعمل الأخير على "رتْق" السياج الذي كان يحيط بقطاعِ غزَّة قبلَ أن يتخطاه المقاتلون الفلسطينيون فيأسروا عدداً من الضباط والجنود، وضمنهم قائد "فرقة غزّة"، فضلاً عن بعض المدنيين، عائدين بهم إلى داخل القطاع.هدفُ القصفِ كما أعلنه رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، هو القضاء على حركة المقاومة الإسلامية ("حماس")، وهو ما لن تحققه إسرائيل من دونِ التوغل برّاً إلى عمقِ قِطاع غزَّة الكثيف العمران لنزعِ سلاح "حماس" بيتاً فبيت ونفقاً فَنفَق. الأرجح لذلك أنَّ الجيش الإسرائيلي لن يتخطى المناطق الفاصِلة ويدخُل المناطق المبنِية في وسطِ قطاع غزَّة إذ سيتكبد هناك خسائر فادحة بالأرواح لا تتحملها الحكومات الإسرائيلية. لنا بهذا الأمر عبرة في انسحاب إسرائيل من لبنان من دون اتفاق سلام سنة 2000 تحت وطأة تلك الخسائر، ثم انسحابها من غزَّة سنة 2005 للسبب نفسه، كما فشلها تكراراً بعد ذلك في "احتواء حماس" لتراجعها في كلِّ اجتياحاتها الجزئية لغزّة، كما في سنة 2014 مثلاً.إنما سيدخل الجيش الإسرائيلي إلى المناطق الفارغة أو الزراعية باستعمال الدَبَّابات. ولكن ذلك لن يحقق الهدف المعلن أي القضاء على "حماس"، كما لن يحرر أياً من الأسرى الإسرائيليين، ولن يكون كافياً لتصفية المقاتلين الأفراد وخصوصاً في المدن، مما يفرض اشتباك المشاة الإسرائيليين معهم، وذلك يعيدنا إلى المانع الأساس أي الخوف من تزايد الخسائر البشرية، خصوصاً بعدما تبدَّى ضعف المُستويَيْن القتالي والمعنوي لجنود المشاة الإسرائيليين بهرَبِهم أو استسلامهم من دون مقاومة خلال الأيام القليلة الماضية.أمَّا الأسباب الأُخرى التي تساهم بمنعِ إسرائيل من اقتحام المدن الفلسطينية في قطاع غزَّة برّاً للقضاء على "حماس"، فهي عديدة ومِن طبيعتَين تكتية واستراتيجية.تكتياً، الحصار الشامل الذي تفرضُهُ إسرائيل منذ أيام على قطاع غزَّة بقطعِها عنهُ الماء والغذاء والوقود والكهرباء والمواد الطبّية وغير ذلك، في حين تتضاعف فيه أعداد المصابين من جرّاء القصف المتواصل والمكثّف، لن يؤذي المقاتلين بل يزيد تصميمهم على الصمود ويُصلِّب تضامن المدنيين معهم مما يرفع معنوياتهم. وقد اختبر الإسرائيليون سابقاً هذا المفعول المعاكس في قطاعِ غزَّة نفسه منذ بدأ حصارِ...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم