بوتين لن ينتصر... لكنه لن ينهزم في حربه العبثية...

  المهندس حسن درغام هكذا اعتقد الجميع أن الحرب الباردة انتهت بعد سقوط جدار برلين 1989 ,ليستفيق العالم في 24شباط من العام الماضي على مفاجأة إجتياح القيصر الروسي لأكرونيا وإعلانه ضم مناطق اربعة منها بعد جزيرة القرم العام 2014 ,في اعادة الى ذلك السباق المحموم على خطوط التوتر بين المحاور المتقابلة والذي يبدو أنه أطاح بالتوازن الدولي الذي ساد منذ الحرب العالمية الثانية.هكذا من دون ان تحسب روسيا خطورة الفخ الذي وقعت فيه فيما اقدمت عليه فانهالت العقوبات الاميركية - الأوروبية عليها وعلى الحلقة الضيقة من اوليغارشية النظام المقربين من بوتين ما دفعه الى التهديد باستعمال السلاح النووي إذا لزم الأمر للدفاع عن مصالح بلاده وبأنه اصبح اليوم يواجه ما اسماه مؤامرة غربية على بلاده و التسبب باطالة أمد الحرب التي تحولت الى رمال متحركة اغرقت آلته العسكرية المترهلة في وحول وثلوج الغابات الاوكرانية. من هنا وبعد مرور ما يقارب العام على الحرب يبدو أن خيارات بوتين بدأت تضيق في ظل صم الغرب اذنيه لدعواته المتكررة بضرورة الذهاب الى الحل السياسي ,لاخراج العالم من ازمات تتوالد تباعًا من كارثة اقتصادية ومالية الى ازمة غذائية تعيدنا الى عشرينات كساد القرن الماضي الذي شهد انهيار وول ستريت 1929 او انهيار البنوك واسواق المال في 2008من هنا يصعب التكهن بالمدى او الخيارات التي قد تصله اطراف الصراع في هذه الحرب الجيوسياسة. فالتصعيد دخل مرحلة جديدة مع توقيع بوتين قانون التعبئة الجزئية لجنود الإحتياط في الوقت الذي تستمر فيه واشنطن...