الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

أيّتُها الجَرادة الـمِسكينة

المصدر: النهار
Bookmark
أيّتُها الجَرادة الـمِسكينة
أيّتُها الجَرادة الـمِسكينة
A+ A-
البروفسور زيدان كرم جَرادتي يا جَرادتي أنتِ في لبنان مِسكينة وحَزينة. لقد قَطَعتِ مئاتِ الكيلومِترات تحلُمينَ ببِقاعٍ خضراء ومُزهِرة تَنتظِرُكِ لسَدِّ جوعِكِ بعد أيّامٍ وأيّامٍ وأيّامٍ من التَّحليق فوقَ البِحار والصَّحاري بجَيشٍ مُتراصٍّ يَحجُبُ الشَّمسَ على مَن تحتَه وهَديرُ أَجنِحتِكِ يُضــاهــي ضَــجيــجَ طائــراتٍ حَــربيّــةٍ نَفّاثة. كم حَظُّكِ قَليلٌ يا جَرادتي ويَنتظِرُكِ في لبنان عَدوٌّ شَرِسٌ مُصمِّمٌ على رَمْيِكِ أَرضًا بـمُبيداتِ الحَشَراتِ الطائرة والزاحِفة بطائراتِ الهيليكوپتِر الـمُدجَّجة بالقاذِفات الفَتّاكة. يا جَرادتي تاريخُكِ يَعودُ إلى آلافِ السِّنينَ حينَما كُنتِ ولا تَزالينَ تؤمِّنينَ العَيشَ الكَريم لسُكّانِ الصَّحاري والأَراضي القاحِلة. كُنتِ قوتَهم الوَحيدَ الذي يؤمِّنُ لهم المونةَ لفَصْلِ الشِّتاءِ القارِس. كانوا يَنتظِرونَ مَجيئَكِ كالـمَنِّ والسَّلوى تُمطِرُها عليهم السَّماء لصُمودِهم ضِدَّ الجوعِ والعَوَز. كانوا ولا يَزالونَ “يؤدِّدونَكِ” أي يُمزِّقونَ جَسَدَكِ بخَيطٍ صُلب يَحشُرونَكِ مع إخوَتِكِ مُتلاصِقينَ ببَعضِكم بَعضًا ويُعلِّقونَكِ تحتَ حَرارةِ الشَّمس حتّى تُصبِحي بدونِ رُطوبةٍ ثمّ يُخزِّنوكِ في غُرفةِ المونة. ولحُسْنِ حَظِّكِ...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم