الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

البابا فرنسيس في العراق: زيارة الى عالم بين التحلّل والتحوّل الكامل

المصدر: النهار
Bookmark
البابا فرنسيس في العراق:  زيارة الى عالم بين التحلّل والتحوّل الكامل
البابا فرنسيس في العراق: زيارة الى عالم بين التحلّل والتحوّل الكامل
A+ A-
 الدكتور فادي جورج قمير إنه عالم غير إنساني قَـدّمه لنا القرنان العشرون والحادي والعشرون اللذان تميّزا بدفع آلة الحرب إلى أقصى حد لِسَحق الكرامة الإنسانية بعيدًا من القيم العالمية التي تنادي بها الديانات التوحيدية وهي التسامح والعدالة والمشاركة والتضامن والسلام. هذه الرؤية للعالم الحالي بتحوّله السريع للغاية، خصوصا في منطقة الشرق الأوسط، تَجد مُجملها في الشهادات الفظيعة التي لا تزال تطارد خيال الإنسان وذاكرته: الصراعات والجرائم والإرهاب الديني والاستبداد والهيمنة والإبادة الجماعية.  إن الاضطهاد السائد بين البشر هو نتيجة قرون من الأخطاء السياسية والأخلاقية والعقلانية. هذا الوضع المأسوي الذي عرفته الأقـلّـيات الدينيّة في المشرق، منذ القرن الخامس، يمكن أن يكون قابلاً للتعافي بالنسبة الى هذه المجتمعات، من خلال الوعي الجماعي من جانب القوى الدولية والذي من شأنه أن يجعل من الممكن استعادة العدالة، والتصدّي لوحشية الإرهاب ومواجهته ولقسوة الاستبداد. فمن خلال دعوة البابا فرنسيس للإنسانية وقبول الآخر والتعددية، يمكن هذه المنطقة من العالم أن تعود، مرةً أخرى، مَعقلاً للأديان التوحيديّة والتسامح والسلام. اليوم، في العام 2021، تمثل الزيارة الرسولية للبابا فرنسيس إلى العراق وتلك التي قام بها عام 2019 إلى أبوظبي، علامة فارقة في عالم التعايش المشترك، وشهادة واعدة في الحوار بين الأديان، بهدف ضمان حضور مسيحيّي المشرق وتسهيل عودتهم إلى العراق. في الواقع، إن زيارة البابا فرنسيس للمرجعية الشيعية العليا آية الله علي السيستاني في مدينة النجف، المكان المقدس عند الشيعة العرب، تُشكّـل فرصةً للاعتراف السياسيّ بالكرسي الرسولي لدى الطائفة "الشيعية العربية". تجاوز البابا كل الحدود ليهبط في لبنان وسوريا والكويت والبحرين واليمن، كاسرًا كل القيود التي ترهق الجيوسياسية التي عَـزَّزتها هذه الطائفة، من خلال الدعوة إلى تمتين روابط الأخوة التي تُوحّد مسيحيّي الشرق مع المسلمين الشيعة والعرب السُنّة، كل ذلك تحت سقفٍ واحد، ألا وهو العدالة والإنسانية، حيث سيختبر المشرق بالتأكيد منطقة جديدة من الاستقرار السياسي. كذلك في العام 2019، أصدر الحبر الأعظم البابا فرنسيس وإمام الأزهر الشيخ أحمد الطيب "وثيقة الأخوّة الإنسانيّة" في أبو ظبي، والتي تتضمّن الدعوة الحيويّة للدفاع عن حريّة المُعتقد والاعتراف بالمواطنة الكاملة للأقـلّيات الدينيّة. شكل هذا اللقاء خطوة تاريخيّة لتعزيز ثقافة الحوار والتسامح في منطقة ابتُـليَت بالتعصّب والعنف....
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم