الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

توازن الرعب في تعايش المجموعات اللبنانية

المصدر: النهار
Bookmark
توازن الرعب في تعايش المجموعات اللبنانية
توازن الرعب في تعايش المجموعات اللبنانية
A+ A-
عدنان الرفاعي استطاعت فسيفساء المجموعات اللبنانية ذات الألوان الطائفية والتي يتألف منها المجتمع اللبناني، أن "تتعايش" في ظل "إكراه" للاشتراك في العيش في بلد واحد نظراً الى فقدان البديل والى اشتباك المصالح الخارجية التي تستقوي بها كل من هذه المجموعات على البقية. إن سبب تكوّن هذه المجموعات يعود الى منح الطوائف التي انبثقت منها حكماً ذاتياً بقوة القانون، وحصة في جبنة الدولة وسلطة الحكم، بحجة حماية وجود هذه الطوائف. فكان أن تحولت هذه الحصة الى "باب رزق" يتلطى المنتفعون منه وراء مجموعاتهم ليمعنوا في التعدي على المُلك العام، ثم تحولت المجموعات الى جزر مجتمعية وتقوقعت وتحجرت فأصبحت أدراناً سرطانية بلباس طائفي تتناتش رزق جميع الناس. ولا نستغرب في هذا السياق أنه عندما تشعر إحداها بخطر إزالتها، يسارع أمراؤها الى المطالبة إما بالتبعية الى دولة قريبة "جغرافياً" يكون لونها الطائفي مشابهاً، وإما المطالبة بأنظمة فيديرالية أو كونفيديرالية إذا لم تجد دولة قريبة من ذات لونها. وهذا ما كان دائما وما زال يناسب أطماع القوى غير اللبنانية لتمرير مؤامراتها على دول المنطقة من خلال التركيبة اللبنانية. إن هذه التركيبة من المجموعات الطائفية استطاعت أن تبقى وتستمر رغم الحروب الأعاصير التي مرت بالبلد والتي كانت هي أدواتها والأبرياء وقودها، كما دائما.  استطاعت أن تستمر لأن الهدف الاستراتيجي لكل منها وللمستفيدين من وجودها هو أن تبقى وتستقوي وليس أن تزيل باقي المجموعات، والسبب بديهي حيث إن علّة وجودها هي بوجود باقي المجموعات معها، فإن تلاشت هذه المجموعات،...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم