الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

الألم في الكتاب المقدّس قراءة أدبيّة

المصدر: النهار
Bookmark
الألم في الكتاب المقدّس
الألم في الكتاب المقدّس
A+ A-
 الخوري شربل شلالا - أستاذ جامعي   في الجزء الأوّل من مقالتي عن الألم في الكتاب المقدّس، التي تناولت فيها آلام أيوب البار، تبيّن لي أنّ أيّوب لم يبحث عن تفسير عقلاني للألم لكنّه أوضح أنّ الله يهتمّ لآلام الإنسان ويحبّ حبّاً مجانيّاً ويفتح آفاق الرّجاء. الألم هو إنسلاخ عن جذور الحياة وإستعداد لساعة الموت التي تصبح حاضرة كلّ مرّة يشعر فيها الإنسان بألم في جسده. إنّ الألم قادر أن يجعل من الإنسان شريكاً له فيقضي بذلك على كلّ المحاولات التي يمكن أن يقوم بها من أجل تحسين وضعه، وأن يمنعه من أن يبحث عن الوسائل الضروريّة للتخلّص منه. إنّه إختبار صعب وقاس يدفع بالإنسان إلى الإنغلاق على ذاته فلا يرى إلاّ حالته ويصبح متطلّباً من ذاته، رافضاً أحياناً طلب المساعدة بسبب رفضه لحدوده البشريّة. لذا من المهمّ الإلتزام إلى جانب الأشخاص الذين يتألّمون والذين ليس لهم من يدافع عنهم كما فعل يسوع في حياته على الأرض مع الضعفاء والمتألمين، وبخاصّة مع الأعمى منذ ولادته في إنجيل يوحنّا الفصل التاسع. رفض يسوع الرّبط بين حالة الأعمى وخطيئته أو خطيئة أهله، وشدّد على الرباط القويّ بين الإنسان وعمل الله. أراد يسوع أن يبدّد كلّ القناعات الثابتة، والتي أصرّ الفريسيّون على المحافظة عليها حتى أنّهم استهزأوا بالأعمى "وُلدت بالخطيئة وتُعلّمنا ؟". فجاء موقفه حازماً : "لو كنتم عمياناً لما كان عليكم خطيئة. ولكنّكم تقولون الآن : إنّنا نبصر، فخطيئتكم ثابتة". فالأعمى الحقيقي إذاً هو من يدّعي أنّه يرى وهو لا يرى ومن يعتقد أنّ هناك رباطاً بين الألم والخطيئة. هذا الرباط يُحطّم الشخص ويجعله يعيش بذنب كبير وبالوقت ذاته يُريح من يُطلق الإدانات كما فعل الفريسيّون مع الأعمى. أراد يسوع أن يُغيّر هذه المقولة الخاطئة ويُخرج الفريسيين من هذا الرباط السببي ليدخلهم...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم