الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

غزو المجتمع والعقل: بؤس الثقافة الدينية

المصدر: "النهار"
Bookmark
تعبيرية (أ ف ب).
تعبيرية (أ ف ب).
A+ A-
د.سلمان قعفراني*لمّا أصاب الوهن الامبراطوريتين الفارسية والبيزنطية، نتيجة حروبهما الداخلية والخارجية، بدأت القبائل العربية، بعد ولائها للرسول، ومن بعده لابي بكر إثر هزيمة من تراجع منهم، الى غزو أراضي الامبراطوريتين واحتلالها. وحفّزت الأوضاع البائسة العرب القبائل (قلة الموارد، وندرة الامطار، والجفاف، والفقر المدقع، والمجاعات الدورية، والامراض والاوبئة، وكثرة الافواه الجائعة)، على لعب دور رئيسي في الغزو، وشكلت حافزا قويا، وفرصة تاريخية لا تفوت، للوصول الى المراعي الخصبة، ومصادر المياه (الشام وبلدان ما بين النهرين)، إضافة الى كل ما يمكن ان يجنيه الغازي من خلال السلب والنهب (أموال وسبايا). فقد وصلت حصة الفارس، يوم معركة السلاسل، في عهد أبو بكر الى"1000درهم، وللراجل على الثلث من ذلك، سوى النفل الذي نفّله اهل البلاد لهم"(الطبري)، حتى ان "الفارس الواحد كان يُقَسّم له في بعض الغزوات ثلاثون ألف من الذهب او نحوها"(ابن خلدون). ويفصّل التراث الاسلامي حجم الأموال الخرافية، التي حصل عليها المسلمون الأوائل من غزواتهم، من ذهب وفضة ونقود وآنية وثياب وسلاح وخيل وسبايا وعبيد؛ فالزبير بن عوام(ت36ه)، حواري النبي، "ما ولي امارة ولا جباية ولا شيئا، إلا أن يكون في غزو مع رسول الله وابي بكر وعمر وعثمان، وصلت جميع امواله بعد وفاته الى 50 ألف ألف و200ألف، فحصلت كل زوجة من زوجاته الأربع، بعد رفع الثلث، على ألف ألف و200 ألف"(البخاري، ابن سعد). اما عبد الله بن مسعود(ت33ه)، خادم الرسول و"حامل نعليه"، فانه "ترك 90 ألف مثقال، سوى رقيق وعروض وماشية"(الذهبي)....
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم