انتصار الليبرالية الأميركية على ترامب

 الدكتور حسين كنعان  عندما لاحظت شعار (رمز) صورة الشمس على النقد الوطني مشرقة سررت كثيراً وغمرتني البهجة لأنها شمس مشرقة وليست شمس غائبةألكسندر هاملتون إنها قراءة واستهجان وتساؤل عند السياسيين والمسؤولين وخاصة الأكاديميين عن الولايات المتحدة الأميركية الدولة التي لم تبلغ من عمر الأمم إلا قليلاً، دولة فتية يافعة كيف أصبحت بهذه العظمة وكيف ألقيت المسؤوليات الجسام على عاتقها؟ هكذا شاءت لها الاقدار لتحلم بهذا المجد ولم يكن في بالها ان تكون في المستقبل محرور  إفرازات نظام دولي جديد تتربع على عرشه وتحمل المسؤوليات الجسام في إدارة شؤونه وشجونه بعد الحرب العالمية الثانية. الجواب على هذا الاستهجان والتساؤل كان عمل وجهد الآباء المؤسسين لبناء دولة اصبحت الأقوى والأعظم بين الأمم العريقة والإمبراطوريات التاريخية: من هم هؤلاء الناس أصناف الأنبياء الملهمون واصحاب الرؤية السديدة والعقل الحكيم؟ يقول ريمون آرون أحد المفكرين الفرنسيين إن الله ارسل الى أميركا سبعة أنبياء دفعة واحدة وربما يكون على حق فكيف استطاع هؤلاء ان يفتحوا باب التاريخ على مصراعيه ويمسكوا زمام أمره. وكيف تصرفوا وتنازلوا عن مصالحهم الذاتية وعملوا على تأسيس وإنشاء كيان لأمة مبعثرة من ولايات يحكمها قطاع الطرق وأعمال "الكاوبوي" والقهر والتمييز العنصري وهضم الحقوق المدنية.التقى هؤلاء في فيلادلفيا لصياغة دستور لأمتهم لا يزال حتى يومنا هذا ينبض بالحياة ويحمل في طياته قوة الاستمرار من خلال المبادىء الليبرالية التي نصت عليه مواده وبنوده. وعلى ما يبدو فإن دونالد ترامب لم يقرأ عما حصل في "فيلادلفيا" وتمعن بالأفكار العظيمة التي كان يناقشها ويتداولها هؤلاء السبعة ورفاقهم اللذين وقعوا على وثيقة الدستور وأهمهم جورج مايسون، وتوماس جفرسون، وجاي جي، وهاملتون مع العلم أن بعض الجهابذة في القانون والسياسة رفضوا التوقيع لأن الدستور لم ينص بوضوح على إلغاء العبودية والتمييز العنصري. وأهم من ذلك هل سمع الرئيس ترامب صوت الرئيس الأميركي الأول جورج واشنطن يقول :أن الأمة...