الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

من راشيا إلى الطائف إلى الإنهيار الذي لا يُخرجنا منه إلاّ أمثال أتاتورك ومحمد علي الكبير

المصدر: "النهار"
Bookmark
أتاتورك.
أتاتورك.
A+ A-
المحامي عبد الحميد الأحدب          كنت في سويسرا في عزّ الحرب الأهلية اللبنانية. وكنت في مهمة تحكيمية تجمع محامين وقضاة وكانت أخبار الحرب الأهلية اللبنانية تملأ الدنيا وتشغل العالم. قلت للزملاء السويسريين المجتمعين: كنا نُشَبِّه لبنان بسويسرا الشرق فهي مكوّنة من ثلاث قوميات: ألمانية، ايطالية وفرنسية، ومع ذلك أهلها متفهمون وهي قد اجتازت الحرب العالمية الأولى والثانية بينما لبنان تُمزّقه الخلافات، فقاطعني القاضي السويسري الذي كان بين المجموعة بقوله: ومن قال لك ان السويسريين كانوا على وفاق؟ حتى وصلنا الى قناعة ومناعة، مرَرْنا بحروب اهلية اقسى من هذه التي تمزق كيانكم، استمرت حروبنا الأهلية ثلاثة قرون حتى وصلنا واقتنعنا واستوعبنا الكيان السويسري، وصار السويسري الألماني سويسرياً أولاً، والسويسري الإيطالي سويسرياً أولاً، والسويسري الفرنسي سويسرياً أولاً، لقد استغرق الأمر ثلاثة قرون حتى دخلت سويسرا الى قلوب وعقول السويسريين، وانتم اللبنانيون، في الطريق، ولا تتعظون من تجارب الغير! وعدت الى المؤرخين والى لبنان الكبير الذي أُعلن سنة 1920، لبنان الكبير كان صغيراً بالمتصرفية وكان أصغر قبل اعادة الأقضية الأربعة اليه (حاصبيا- راشيا- بعلبك والمعلقة) سنة 1920. ولبنان ليس مجزّءاً بطبيعة تكوينه، ولكنه اخذ وقته في الحروب الأهلية – كما سويسرا- وكبر وصغر الى أن استقر بعد سلخ الوصاية التركية عنه واستقرار الإنتداب الفرنسي عليه سنة 1922.وكان لبنان يعاني ما عانته سويسرا من تمزّق، وكبر وصغر الى أن استقر كبيراً سنة 1920 بإعلانه لبنان الكبير، تحت الإنتداب الفرنسي، ومن سنة 1922 الى سنة 1943 بقي هادئاً يوحي بأن رحلة العذاب قد انتهت ولكنه من سنة 1943 الى حين وُقِّعت اتفاقية القاهرة وخلال العشرين سنة من الإنتداب سلك طريقاً يمهّد للبنان الكبير ولبنان المؤمن ابناؤه به، ولم تكن القضية الفلسطينية قد...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم