الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

ما أقرب اليوم إلى الغد: حول كتاب نواف سلام

المصدر: النهار
Bookmark
نواف سلام
نواف سلام
A+ A-
مهى يحي - مديرة مركز مالكوم كير كارنيغي للشرق الأوسط مواطنة مقيدة ودولة غير مكتملة هي مأساة اللبنانيين. هكذا وصف القاضي في محكمة العدل الدولية والسفير اللبناني السابق لدى الأمم المتحدة نواف سلام، المعضلة اللبنانية في كتاب جديد بعنوان "لبنان بين الأمس والغد". تكمن أهمية الكتاب في كونه لا يقتصر على توصيف الأزمة اللبنانية المتواصلة منذ عقود، بل يُوفر كذلك تصوراً للحل على مستويات عدة، دستورياً وقانونياً وسياسياً.  في صلب الأزمة اللبنانية، وفقاً لسلام، أن صلة المواطن بدولته مقوننة طائفياً، ودولته مُكبّلة بفعل الأرجحية السياسية للطوائف وزعمائها في ادارتها. هذا حائل أمام المواطنة. لهذا، فإن العبور نحو جمهورية ثالثة، متاح إذا توافرت الإرادة السياسية ومنطق إعلاء المصلحة العليا للبنانيين على مصالح زعامات متلطية برداء الدين والدفاع عن مصالح جماعاتها المتشعبة. وهي جمهورية لا تقوم إلا على مبدأ المواطنة الجامعة ومفهوم سيادة القانون ولا تستقيم إلا بإعلاء منطق المؤسسات، دولة ترتكز على قيم المساواة والحرية والعدالة الاجتماعية.  الأزمات المتشعبة التي تعصف بلبنان اليوم مصيرية ومترابطة ببعضها بعضاً. ظاهرها سياسي ومالي أدى الى ما أدى اليه من تدمير منهجي للعمل السياسي في مفهومه العام ومن تقويض لنموذجه الاقتصادي، نال من لقمة عيش مواطنيه، دافعاً بجيل منهم إلى الهجرة. المدخل الأساسي لمعالجة هذه الأزمات هو سياسي بامتياز عماده إصلاحات تؤمن الشروط اللازمة للانتقال نحو دولة حديثة ومدنية تُحقق آمال اللبنانيين واللبنانيات، وطموحهم بدولة تتعامل معهم كمواطنين متساوين أمام القانون. التدرج هو السبيل الى هذا التغيير...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم