الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

حصاد 2021- جوائز أدبية لـ15 رواية عالمية وعربيّة... فاتحة أمجاد للأدب الأفريقي؟

المصدر: "النهار"
جودي الأسمر
جودي الأسمر
Bookmark
صورة مركبة لمصلقات الجوائز.
صورة مركبة لمصلقات الجوائز.
A+ A-
تستمرّ الجوائز العالميّة للرواية بابتداع محطّاتٍ مجزية لصناعة الرواية ونجومها، بالرغم من تراجع نِسَب القراءة وصعوبات الطباعة. تمنح هذه الجوائز صدقيّة وتقديراً عالميّين للروائيين الفائزين، فينتقلون بفضلها إلى دنيا الآداب العالميّة الفسيحة، ويسارع القرّاء المتابعون إلى اقتناء كتبهم، والمختصّون إلى نشر مقالاتهم النقديّة حول الرواية الفائزة وكاتبها وموازين التحكيم، سواء في ذلك الثابت منها والمتحوّل. وتستمرّ جوائز الرواية العربيّة بتخصيب الإشعاع الثقافيّ والتّعبير الحرّ في منطقة الحروب والنزاعات والدكتاتوريّات، حيث ساهمت بتردّد أصداء الكتّاب الفائزين خارج رقعة المنطقة العربيّة، لقاء مكافأة ماديّة جيّدة قد تعوّض التناقص المطّرد في مردود النتاجات الأدبيّة.                               2021: سنة الروائيين الأفارقة  اتّسمت السنة 2021 بفوز روائيين أفارقة بالعدد الأهمّ من جوائز الرواية الكبرى، نذكر منها "نوبل"، و"بوكر" و"غونكور"، وتتّصل مسوّغاتها عموماً بالتقدير المتنامي للأدب الأفريقي من النواحي التقنيّة والجماليّة، فضلاً عن مواكبته للقضايا المعاصرة التي تتفرّع من المعاناة الإنسانية على اختلاف تجلّياتها، وتبقى واحدة عبر الأزمنة، كالتمييز العرقي، والحروب، واللجوء، والهوية، والتفاعلات مع النظام العالمي. في سياق متّصل، وَجَد كزافييه غارنييه، أستاذ الآداب الأفريقية في جامعة "السوربون الجديدة"، والناطق بالفرنسيّة والسواحليّة، في حديث لوكالة "فرانس برس"، "نهضةً في اهتمام عالم الأدب الأوروبيّ حيال أفريقيا"، ووصف "هذه الدفعة الواحدة" من الجوائز الأدبية الأوروبيّة بأنها "مذهلة"، فحضور الكتّاب الأفارقة في سجلّ الجوائز الدولية ضعيف تاريخياً إلى اليوم.من جانب آخر، ارتفعت أصوات ناقدة لمعايير اختيار الرّوايات الفائزة، فسجّلت تحفّظاً على ما بدا "انحيازاً إيجابياً" للأفارقة، وربطَ بعضٌ آخر الانحياز بأهداف سياسيّة و"نيو-استعمارية"، تُحاول - بوساطتها - الدول الكبرى حجز مكانتها الثقافيّة أو استعادتها في القارة السمراء، فيما اعتبرت آراء أخرى أنّ الروايات تستوفي المعيار الموضوعيّ، شريطة ألّا يطغى عليها التصوّر الاجتماعي والسياسي الذي يحتفظ بمجالاته وروّاده، وبجوائزه في المقالة والأبحاث والمؤلّفات العلميّة. وأيّاً تكن الخلفيّات، يبقى الثابت الوحيد ألا حقيقة ثابتة لجماليّة وجودة النّص الأدبي، ولن يجتمع عليها كلّ النقاد، مهما تقاربت خلفيّاتهم! ويبقى هذا الجدل مؤشّراً صحيّاً على غنى وتعدّدية الحقل الأدبي وتحرّك رماله الزمانيّة والمكانيّة. ويبقى أخيراً للقارىء المتلقّي كلمة قيّمة، فهو المخاطَب الأوّل، وحائك السّمعة الأدبية للروائيّ في المجالس، وعلى منصّات التواصل الاجتماعي. ومع الأعياد، نستعرض للقراء أهمّ الكتب الحائزة على الجوائز الأدبية في السنة 2021، فيستفيد من حصادنا، سواء أكان مرجعاً لكتبٍ جدليّة لم يقرأها بعد، أم يرغب في إهدائها لمن يحبّ.  1-جائزة "نوبل للآداب"   فاز الروائي التنزاني عبد الرزاق قرنح (مواليد 1948) بجائزة "نوبل للآداب" بقيمة 1.14 مليون دولار أميركي. ولجنة التحكيم كانت أوضحت أن المؤلّف، الذي تشكّل رواية "الجنة" (Paradis) أشهر مؤلّفاته، تميّز بسرد للأحداث "يخلو من أيّ مساومة لآثار الاستعمار ومصير اللاجئين العالقين بين الثقافات والقارات"، وهو يبتعد في مؤلفاته عن "الأوصاف النمطيّة"، ويفتح عيون القراء "على شرق أفريقيا المتنوّع ثقافيّاً، وغير المعروف جيّداً في أجزاء كثيرة من العالم".    وكانت "النهار" سألته خلال معرض الشارقة الدولي للكتاب إن كانت الأكاديمية السويدية أرادت "بمنح قرنح الجائزة تبييض صفحتها بعدما طاش سهمها خلال عقود بين اتهامات بالتحيّز والعنصريّة؟". "لست أدري"، يُجيب "النهار"، "أجهل السبب".   وكان الروائي قد قال في مقابلة تعود إلى العام 2016 "أريد بكلّ بساطة أن أكتب بطريقة تكون أقرب ما يكون إلى الحقيقة، وأن أقول ما فيه نُبل". يُمكن القول إنّ رواية "الاستعمار" ومسائلها المتفرّعة أعيد لها مجدها مع قرنح، فجروحها الغائرة تأخّر شفاؤها بفعل الهجرة نحو بلاد المستعمر القديم، وما سيواجهه المهاجر الأسمر من تصادمات الهوية واللغة والدين بين عالمين مختلفين وعالقين في رواسب الاستعمار.   2-جائزة "بوكر" العالمية وكانت جائزة بوكر الأدبية البريطانية من نصيب الروائي والمؤلّف المسرحي الجنوب أفريقي ديمون غالغوت عن روايته "الوعد" (بالإنكليزية: The Promise)، التي تروي قصة عائلة من المزارعين البيض بعد انتهاء نظام الفصل العنصريّ في جنوب أفريقيا.     وبعد نيله المكافأة الأدبية العريقة، قال المؤلّف الذي كتب روايته الأولى، وكان يبلغ من العمر 17 عاماً: "لقد استلزم...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم