الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

اسماعيل الشطي يستكشف جذور الثقافة العربية في مؤلفه: حاولتُ اعادة بناء صورة صحيحة لإنسان هذه المنطقة

المصدر: النهار
Bookmark
A+ A-
إيلي الحاجصدر أخيراً كتاب "جذور الثقافة في المنطقة العربية" لمؤلفه الدكتور إسماعيل الشطي، وهو كتاب ضخم، طبع في أربعة مجلدات، وأصدره "مركز دراسات الوحدة العربية" في بيروت، يتناول تاريخ الثقافة في المنطقة منذ آلاف السنين، والمؤلف شخصية سياسية وإعلامية وأكاديمية، كان له حضور واسع في الأوساط المحلية وغير المحلية، توارى عن الأضواء منذ عقد من الزمان، واكتفى بالبحث والتأليف. نجري معه هذا الحوار لنستكشف ما وراء هذا الكتاب. < ما هي الفكرة التي تريد إيصالها للقارئ العربي من خلال كتابك "جذور الثقافة"؟ - الكتاب يسعى إلى إعادة ثقة الإنسان العربي بتاريخه وثقافته، ويسلط الضوء على رسالته الخالدة في تحويل الأرض الموحشة إلى معمورة، وتكريس مقومات الأنسنة في مواجهة الهمجية والوحشية، ويسعى لبناء جسور مع تاريخ المنطقة القديم الذي سبق الديانات الإبراهيمية، ذلك التاريخ الذي أدانه تراث الديانات الإبراهيمية، واعتبره تاريخا وثنيا، وأحدث قطيعة صارمة معه. الأمر لا يقتصر على تاريخ الدلمونيين والعبيديين والسبئيين والسومريين والآكاديين وقدماء المصريين  والبابليين والآشوريين والفينيقيين، بل يشمل تاريخ العرب قبل الإسلام، الذي وصف بالتاريخ الجاهلي، ولعل الكتاب يحاول أن يعيد بناء صورة ذهنية صحيحة للإنسان الذي عاش على هذه المنطقة، والذي أطلقت عليه  تسمية "العربي" في الألفي سنة الأخيرتين.هم أجدادنا ونحن نسلهم< هل تريد أن تقول أن تلك الشعوب التي ذكرتها من سومريين وقدماء المصريين والفينيقيين كانوا عربا؟- أريد القول  إن أولئك الأقوام كانوا على أرضنا، أرض الجزيرة العربية القديمة بمفهومها الواسع، التي كانت تضم الأناضول والشام وبلاد الرافدين وشرق النيل، فضلا على ما أصطلح عليه مؤخرا بشبه الجزيرة العربية، أقول، هؤلاء الأقوام كانوا موجودين قبل أن تصبح كلمة عرب اسم علم، وقبل أن يأتي سايكس وبيكو ليقسما أرضهم إلى دويلات، هؤلاء كانوا أجدادنا، ونحن نسلهم، وورثتهم، وتراثهم جزء من إرثنا، وعلينا أن نبحث في هذا التراث لنكتشف تاريخ ذاتنا الجمعية.< لكن المعروف أن تلك المناطق التي ذكرتها لم تصبح عربية إلا بعد الفتح الإسلامي.- هذا من الأخطاء الشائعة التي كرستها السلطة المعرفية الكولونيالية، والتي اعتمدت سياسة "فرق تسد"، فالمؤرخون والجغرافيون اليونانيون والرومان القدماء كانوا يعتبرون المنطقة الواقعة من شرق النيل إلى الفرات منطقة عربية، ولذلك عندما فتح القائد الروماني المنطقة الواقعة بين النيل والفرات أطلق عليها تسمية العربية، ومملكة الرها في الأناضول كانت مملكة عربية حكمها الأباجرة، وحتى الجغرافيون العرب القدماء، الذين لم يستخدموا مصطلح شبه الجزيرة العربية، كانوا يعتبرون جزيرة العرب محاطة بالمياه كأي جزيرة، من بحر العرب إلى البحر الأسود، ومن نهر النيل إلى نهر الفرات والخليج العربي، والعروبة هي ثقافة، وليست لسانا، فالعرب تحدثوا من مخزون لغوي مشترك بألسنة عدة، ذات أصل مشترك، لكنهم ظلوا عربا، لسان قريش غير لسان حمير، ولسان حمير غير لسان حضرموت، ولسان بابل غير لسان قدماء المصريين، ولسان الرها غير لسان البتراء، لكنهم جميعا كانوا قادرين على التفاهم بينهم أثناء ترحلهم وانتقالهم، تماما مثلما نحن اليوم قادرون على التفاهم بيننا في عالمنا العربي رغم اختلاف اللهجات.نعم أنا اصطدم مع مقولة شائعة< أنت هنا تصطدم مع مفاهيم مستقرة،...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم