الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

مريد البرغوثي كائن من شِعر وحبّ... وترابكِ يا فلسطين

المصدر: "النهار"
مريد البرغوثي.
مريد البرغوثي.
A+ A-
نبيل سليمان
 
الغالي مريد،
 
في هذه التي اسمها (الحياة) ابتدأنا برسالة، وفي هذا الذي اسمه (الموت) نبدأ برسالة.
 
دعني أتنّسم رائحة أيام المراسلة بالبريد، والكتابة بخط اليد، وقصائدك في مجلة (القاهرة) على عهد غالي شكري، قصائدك دوّختني فكتبت لك. نسيت كيف حصلت على عنوان لك. هكذا تبدأ الصداقة، وهكذا هي، مثل الحب. لا أظنك أنك نسيت كيف استعدت ورضوى أمامك وأمام (الفتى) تميم لقاءنا الأول بين يدي غسان كنفاني في احتفالية ذكراه العشرين في دمشق. يومئذٍ أيضاً كانت البداية مع نصر... نصر حامد أبو زيد... لماذا تتعجلون الغياب؟ سبق نصر، ثم سبقت رضوى، وها أنت تسبق.
 
لست قادراً على أن أتابع هذه الرسالة على هذا النحو. تميم الآن يعصف بي، كأنْ لم يكفني عصفك وعصف رضوى. تميم ينشج: أمي وأبويا التقوا الحر للحرة. أي والله: الحر للحرة: مريد لرضوى، والحرة للحر: رضوى لمريد.
 
اللقاء الأخير في أبو ظبي: تسأل عن سوريا، أتحدث عن التباب واليباب. يومها كما الآن أتهجّى من آياتك: يتثاءب التاريخ في هذه البلاد. أي والله، يتثاءب كأنه ملّ الحكاية، ملّ الدم المسكوب من جيل لآخر. يبدو يا مريد أن كل هذا الموت يخلو من قيامة. التراب في قبضة العدو، والسراب في قبضتنا: أنت من قال.
 
دعني أتنّسم رائحة ديوانك (الأرض تنشر أسرارها) أول ما قرأت لك، فعدت إلى الفلسطيني الذي في الشمس وإلى (الطوفان وإعادة التكوين)، ثم لا فكاك لي من شعرك، وكأن لم يكفني عصف الشعر، فأرسلت عصفك في (رأيت رام الله) وفي (ولدت هناك ولدت هنا)، والآن ترسل عصفك بالموت.
ستعانق عني تلك التي نمرة قدمها الصغيرة 35، وإلى لقاء قريب.


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم