الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

"قطار بيروت السريع إلى الجحيم" بالفرنسيّة... الشاعرة الكونيّة إيتل عدنان: القيامة هي الحرّيّة

المصدر: النهار
عقل العويط
عقل العويط
Bookmark
A+ A-
في أواخر العام 1970، بعد "أيلول الأسوَد" الفلسطينيّ في الأردن، أطلقت الشاعرة الكونيّة إيتل عدنان النفير المقلق، منبّهةً إلى المآسي التي تتهدّد وطنها الأمّ لبنان وعاصمته بيروت. في كاليفورنيا حيث كانت تعيش، عاينت التاريخ يعبر كقطارٍ مجنون، فكتبت "قطار بيروت السريع إلى الجحيم". بعد اثني عشر عامًا، في عزّ الحرب الأهليّة اللبنانيّة، اجتاح الجيش الإسرائيليّ لبنان، فكتبت إيتل بالإنكليزية قصيدة "بيروت 1982". وفي العام 1989 اندلعت الحرب في السلفادور، التي أجّجت غضب الشاعرة وثورتها، فجعلتها تكتب "كان ثمّة بيروت ذات مرّة". ثلاث صرخات، تجتمع للمرّة الأولى في كتاب عن بيروت أصدرته "غاليري لولون" بالفرنسيّة، رفقة كتابٍ عنوانه "يوم القيامة العربيّ".  مهلكةٌ ولذيذةٌ هي قراءة الشعر الكونيّ. وكم شاقّةٌ ومضنيةٌ ومتعبة، لأنّها تستدرج لا المزاج، ولا العقل والروح فحسب، بل العلاقة المصيريّة التي تربط المرء بهندسة الوجود، بتعقيداته، بفلسفاته، وبألغازه المبرمة، فتورّط القارئ في ما لا طاقة له على احتماله. الوجع إذا كان كونيًّا، هل يمكن تحمّل أعبائه ومترتّباته وقصائده؟! هذه هي الحال، وأنا أقرأ صرخات إيتل عدنان، الشاعرة والكاتبة والفنّانة، الساهرة في وجدان العالم وضميره، تستفزّ الحلم واللغة، وتستنفر أقصى طاقات التفجّر، وترجّف ما لا يرتجف، حيث هنا الانسانية، وحيث هنا البشريّة، تذهب إلى المقبرة بارتجافاتٍ مفاجئةٍ وغير متوقّعة، وبقفزاتٍ كبيرةٍ للغاية. فمَن يستطيع أنْ يستوقف شعرًا كهذا، ومَن يستطيع أنْ يعاين بشريّةً كهذه، تخطو حضاراتها وقيمها الإنسانيّة برمّتها في اتّجاه مقبرتها الكونيّة؟!البطولة هي التوعّك، هي الضيق، وهي المأزق....
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم