الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

"حبيب حداد سحرُ الورقة البيضاء" كتابًا تكريميًّا: أستاذُ نفسِهِ ومدرستُها

المصدر: "النهار"
Bookmark
حبيب حداد.
حبيب حداد.
A+ A-
صدر لدى دار "طش فش" كتابٌ بل مجلّدٌ تكريميٌّ أنيق عن فنّان الكاريكاتور حبيب حداد، إشراف كميل حوّا وتقديمه، يتضمّن تقديمًا لكلٍّ من الناشر معتز الصوّاف والمحرّر كميل حوّا، وسيرة للرسّام، إلى كلماتٍ مرجعيّة لسمير عطالله، جو زايو، محمد علي فرحات، الياس ديب، علي مندلاوي، جان رطل، اسكندر الديك، نسيم خوري، سعد حاجو، عماد حجاج، وجورج خوري (جاد). إلى مسيرته الكاريكاتوريّة التي تشغل في الكتاب أكثر من مئة وخمسين صفحة مرصّعة بجواهرَ وعيونٍ من رسومه الفذّة.يباشر حبيب حدّاد رسمه الكاريكاتوريّ من مواهبَ دفينةٍ لا من علومٍ ومرجعيّاتٍ وتقنياتٍ أكاديميّة. فالرسم لديه يتدفّق من مكانٍ سرّيٍّ غامضٍ، مقيمٍ في أحلامِ يده، ونبراتِ أصابعه، وذاكرةِ عقله وعينيه. يتدفّق هذا الرسمُ الإنسانويُّ، الرؤيويُّ، الناقدُ، الساخرُ، المرُّ، الهجائيُّ، الضاحكُ، الغاضبُ، المتوجّعُ، والفالتُ من كلّ تابو ورقابة، لا من موضوعٍ، بل من موضعٍ عفويٍّ – فعلانيٍّ (من فعل) - مختبريٍّ، يختلط فيه الطفوليُّ البسيطُ (غيرُ المبسّط ولا الساذج) بالعارف الذي لا يريد أنْ يعرف (أو لا يهمّه أنْ يعرف)، مثلما يختلط فيه الحدْسُ بالذكاء، كما ردُّ الفعل بالفعل، والوعيُ باللاّوعي.  هذا كلُّهُ، لا يخضع عنده لإسقاطٍ تنظيريٍّ، ولا لمنطقٍ منهجيٍّ مسبقٍ، كما لا يُنظَر إليه باعتباره رسمًا معياريًّا وأصوليًّا. بل يمكن مقاربة هذا النوع من الرسم – المسمّى كاريكاتوريًّا – من منطلقاتٍ قد تكون شبيهةً بالتفاعل (الارتطاميّ) بين الوهجِ الذاتيّ الموهوب والمُعطى الموضوعيّ، من دون أنْ يضطرّ الأوّل إلى تدجين نفسه، أو تدوير زواياها، أو كبتها، ليكون في خدمة الثاني. وأيضًا من دون أنْ يكون مضطرًّا للبحث عن إسقاطاتٍ مرجعيّةٍ ومعياريّة، تشكيليّةٍ، أكاديميّةٍ، وجماليّة، أشكالًا أكانت أم أجسامًا أم خطوطًا أم كلمات.هذا الرسمُ الكاريكاتوريُّ ليس لدى حبيب حدّاد، محضَ خربشةٍ طفوليّةٍ البتّة، على ما قد يتراءى للفنّان – تواضعًا – أنْ يكون تعبير "الخربشة" ربّما يتلاءم مع طريقته في مقاربة عمله. صحيحٌ أنّ رسمه الكاريكاتوريّ هو دفقٌ حدْسيٌ موهوب، لكنّ هذا الرسم يمتلك من التمظهرات والعناصر والمقوّمات البنائيّة ما يجعله ينضوي بخصوصيّته البارقة – من حيث يعي أو لا يعي – تحت فنٍّ له مقاييسه ومعاييره ومرجعيّاته وذاكراته التشكيليّة، هنا وفي العالم.أيّ كاريكاتورٍ يرسمه حبيب حدّاد؟ينبغي لمَن يريد أنْ يمنح هذا الرجل ما يجب أنْ يُمنَح إيّاه، لزوم أنْ يُظهّر حقيقةً أولى، لا شيء يعادلها، ويماثلها، تتلخّص في اعتبار الرسم – الكاريكاتوريّ - عنده التزامًا للإنسان، للقيمة الإنسانيّة، للحقّ، للحياة، للكرامة، وللحرّيّة، قبل كلّ شيءٍ آخر. لن يكون ثمّة معنى لأيّ "خربشة" يُمليها حبرُ حبيب حدّاد الك...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم