"الفلسفة الفرنسيّة المعاصرة/ اتّجاهات ومذاهب وإسهامات" إعداد مشير باسيل عون وتقديمه... مشروع فلسفيّ لبنانيّ عربيّ فريد من نوعه واجتماع باحثين في مودّة التفاهم الفكريّ الراقيّ

أهدى مشير باسيل عون مكتبتنا اللبنانيّة والعربيّة، الجزء الأول من الفلسفة الفرنسيّة المعاصرة (عشرة أجزاء)، أكثر من خمسمئة صفحة من إعداده، وبتقديمٍ مرجعيّ مطوّلٍ له، بحثًا في فلسفات البنيويّة والتفكيك والاختلاف، اتّجاهات ومذاهب وإسهامات. يمكن اعتبار هذه الموسوعة مشروعًا فلسفيًّا لبنانيًّا عربيًّا فريدًا من نوعه، وغير مسبوق، يجمع باحثين من لبنان ومختلف البلدان العربيّة "في مودّة التفاهم الفكريّ الراقي، وفي مقتضى البحث العلميّ الموضوعيّ الرصين"، ضمن اقتناعٍ راسخ يستلهمونه، عماده القول بأنّ "ترصّد أحوال الفلسفة العالميّة هو فعلٌ فلسفيٌّ يمنح التفكّر الفلسفيّ العربيّ إمكانات الإفصاح عن اختبارات الإنسان الفرديّة والجماعيّة في قرائن الاجتماع العربيّ المعاصر". خارج أيّ مجاملةٍ من أيّ نوع، يجب القول، وبقوّة، إنّ هذا الإصدار يمثّل برقًا، إضافيًّا وساطعًا، يعرّي الفضيحة - المهزلة التي يُراد فرضها غصبًا، وتزعم أنّ لبنان لم يعد صالحًا للخلق والإبداع والمساءلة والسؤال والبحث والتفكّر واحتضان التبصّر في أحوال ذاته، ثوابتها الجوهريّة ومتغيّراتها الضروريّة، كما التبصّر في أحوال منطقته والكون، والمساهمة في ابتداع هذا التبصّر وإنتاجه. يسعني أنْ أشهد بتهيّب لهذا الحدث الفلسفيّ الذي إنْ دلّ على شيء فعلى أنّ العقل لم يصبح يتيمًا في لبنان. ولا أعتقد أنّه مزمعٌ على أنْ يستيقظ يومًا ليجد نفسه بلا أساتذة وملافنة وعقلاء وأهل ومريدين وأتباع وأصدقاء وتلامذة. أتابع شهادتي قائلًا إنّ من حقّ هؤلاء العقلاء على قتلة لبنان – حكّامًا أكانوا أم قادةً أم زعماء أحزاب ومذاهب وطوائف وأوصياء ومحتلّين وقوى عالميّة – أن يقدّموا شهادتهم أمام الملأ الكونيّ، للمطالبة برفع يد القتل عن لبنان.  الجزء الأوّل من الموسوعة، الصادر للتوّ (منشورات صوفيا، الكويت) يتضمّن مقدّمة عن مقامات الاختلاف في الفلسفة الفرنسيّة المعاصرة أو في امتداح الانتهاك الفكريّ (مشير باسيل عون)، وأربعة عشر فصلًا عن جورج باتاي فيلسوف الإسراف والإقامة على تخوم الذات والوجود (مارلين كنعان)، موريس بلانشو وهدم الأنساق (باسل الزين)، إميل سيوران وفتنة الكاوس أو نحو منابع الخواء وتأمّلات في جذريّة هذا الفيلسوف (شادي كسحو)، رولان بارت ورحلة البحث عن الكتابة خارج اللغة (باسل الزين)، فرنسوا ليوتار ومعنى الوضع "ما بعد الحداثيّ" والاختلاف (أنطوان سيف)، جيل دولوز من فلسفة التفكيك إلى ما بعد الفلسفة (مي لين الدبس)، ميشال فوكو ومشكلة الانهمام بالذات (جمال نعيم)، جان بودريار ومتلازمات ما بعد الحداثة عنده (شادي كسحو)، بيار بورديو ووجوه الهيمنة الرمزية في فكره (زهراء الطشم)، جاك دريدا والظنّ الحضوريّ والتخيّف والاختلاف (خالد كمّوني)، سارة كوفمان وتفكيك الألغاز وتأويل المستورات النفسيّة المتحكّمة بالنصّ...