السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

وزارة الثقافة تفتتح "بيت ناصيف التراثي" في قلعة بعلبك الأثرية (صور)

المصدر: "النهار"
وفد وزارة الثقافة في قلعة بعلبك.
وفد وزارة الثقافة في قلعة بعلبك.
A+ A-
افتتحت وزارة الثقافة والمديرية العامة للآثار اليوم "بيت ناصيف التراثي" الواقع في الجهة الجنوبية من قلعة بعلبك الأثرية كمدخل جديد لزوار القلعة، بدعوة من وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال محمد وسام المرتضى، في حفل رسمي أقيم بين الآثار الرومانية والإسلامية، عند الجانب المقابل للمدخل الجديد في داخل القلعة.
 
حضر الافتتاح السفيرة الإيطالية في لبنان السيدة نيكوليتا بومبارديير، مديرة الوكالة الإيطالية للتعاون الإنمائي أليساندرا بيرماتي، مدير التخطيط في مجلس الإنماء والإعمار إبراهيم شحرور، الفنان عبد الحليم كركلا، الوزير السابق حمد حسن، رئيس بلدية بعلبك بالإنابة مصطفى الشلّ، رئيس اتحاد بلديات بعلبك شفيق قاسم شحادة، معاون مسؤول منطقة البقاع في "حزب الله" هاني فخر الدين، الحاج علي كركبا ممثلاً حركة أمل والنائب غازي زعيتر، رئيس نقابة أصحاب المحال والمؤسّسات التجارية في البقاع محمد حسن كنعان، وأعضاء من المجلس البلدي وفاعليات.
 
بعد جولة على مدخل "بيت ناصيف" وشرح لمديرة موقع آثار بعلبك - الهرمل المهندسة لور سلوم حول العمل المنجز، دخل الضيوف من المدخل الجديد لتطلّ أمامهم مشهديّة المعالم الإسلامية في القلعة، والتي تعود إلى عهدي الأمويين والمماليك، والتي كانت محجوبة عن أنطار السيّاح لسنين نظراً إلى موقعها الخلفيّ.
 
تحدث المرتضى فثمّن كلّ مبادرات التعاون التي تقدّمها الدول الصديقة للبنان في ظل الأزمة الخانقة التي يمرّ بها؛ وذلك من خلال المساعدات والتبرّعات الهادفة إلى تمويل مختلف المشاريع الثقافية والحياتية والإنمائية، مشيراً بالخصوص إلى ريادة الدولة الإيطالية، حيث قال: "نشهد أن الدولة الإيطالية كانت ولا تزال تعمل بدأب لنشر قيم التلاقي هذه، من خلال اهتمامها بالتراث الثقافي اللبناني، من غير تفريق بين المنتمي إلى الحقبة الرومانية كمعبد جوبيتر، وذاك الذي يشكّل ثروة معرفية للإنسانية جمعاء كوادي قاديشا والمتحف الوطني، وغيرهما من المواقع الأثرية القديمة والمتوسطة في مدن وبلدات لبنانية عديدة تحت إشراف سعادة السفيرة بومبارديير، ممّا يؤكد متانة علاقات الصداقة بين إيطاليا ولبنان".

ورأى أنه "عندما تنغلق الأبواب بوجوه المواطنين، فلا بدَّ من التفتيش عن مفتاح ما لبابٍ ما، يكون مدخلاً إلى فتح الأبواب كلّها،" ومنها باب الثقافة التي ينبغي لها أن تكون واحدة من محفّزات الاقتصاد الوطني، وفصلاً متقدّماً في خطة التعافي المنشود، وهذا ما حرصنا على العمل لأجله".
ثم شكر المرتضى باسم وزارة الثقافة والحكومة اللبنانية السفيرة بومبارديير والدولة الإيطالية على إنجاز المشروع.
 

ورداً على سؤال لـ"النهار" عن أهمية المدخل الجديد، في ظلّ الخلاف الذي يدور حوله في المدينة، قال المرتضى: "إحدى السفيرات الأجنبيات أخبرتني خلال لقاء أنّه وفق دراسة جديّة ودقيقة أنّه لو كانت قلعة بعلبك في بلدنا، لكان دخلها السنويّ بين 4 و6 مليارات دولار أميركي؛ وعلى الدولة اللبنانية أن تعي مقدّراتها، فقلعة بعلبك شيء لا وجود لمثله على وجه الأرض، ولو حظيت بالعناية والوعي المطلوبين لكان لها المردود الأكبر على لبنان وشعبه ككلّ".
 
وأوضحت السفيرة بومبارديير بأن هذا المشروع الذي اكتملت أعمال ترميمه فاقت تكلفته الـ12 مليون يورو، في إطار برنامج التراث الثقافي والتنمية الحضرية (CHUD) لدى مجلس الإنماء والإعمار، بالتعاون مع الوكالة الإيطالية للتعاون التنمويّ، وقد تطلّب جهداً غير عادي لتنفيذه، ونظّم دروساً عملية في الحفاظ على التراث الثقافي اللبناني وإدارته، وبالتالي ساهم في زيادة التنمية الاقتصادية المحليّة. لذلك أثبت برنامج CHUD أنّه أداة حقيقيّة للعمل في مجال حماية التراث.
وتابعت: "بالنسبة إليّ، هناك كلمة واحدة فقط تعكس فرادة هذا المكان وتعبّر عنها: الضخامة، تماماً كضخامة أعمدة معبد جوبيتر التي بناها الرومان وتعتبر الأعلى على الإطلاق".
 

من جانبه، أكّد إبراهيم شحرور أن إنجاز الأعمال في مدن مثل بعلبك وصيدا وصور وطرابلس هي ثروة ثقافية أثريّة تتيح تأمين فرص عمل في المنطقة الأثرية والمناطق المحيطة بها، لا سيما أن آثار بعلبك تشكّل قطباً أثرياً وتجارياً للبقاع الشمالي"، موضحاً بأنه كان للبنك الدولي دور في تنفيذ هذه المشاريع، في الوقت الذي شكر الدولة الإيطالية ومجلس التعاون الإيطالي على دورَيهما.
بدوره، شكر الشلّ وزير الثقافة والدولة الإيطالية ومجلس التعاون الإيطالي ومجلس الإنماء والإعمار على استكمال أعمال ترميم الآثار وإعادة تأهيل مركز بلدية بعلبك.
 

يشار إلى أن هذا المشروع هو آخر مشروع إنمائي متفق عليه رسمياً لصالح آثار قلعة بعلبك، ضمن "مشروع الإرث الثقافي والتنمية المدنية"، بالرغم من وجوب استكمال احتياجات القلعة والمدخل، وأهمّها تمويل مكننة دخول وخروج السيّاح والزوار، بالإضافة إلى تشغيل بقية المرافق الخاصة بها كإضاءة القلعة ليلاً والمتحف الخاصّ بها.
لكن هذا المشروع قوبل باعتراض من بلدية بعلبك وأصحاب المنشآت التجارية والسياحية في المدينة، فقام العديد من الأشخاص، بتحريض من التجار في مدينة بعلبك، بإحراق الإطارات على مدخل القلعة، قبل وصول الوزير المرتضى والسفيرة بومبارديير.
 
ورداً على سؤال "النهار" حول المشروع نفسه، صرّحت السفيرة بومبارديير بأن جميع المشاريع، التي تقوم بها الدولة الإيطالية في لبنان ضمن مشروع الإرث الثقافي وغيره من المشاريع، تراعي دائماً موضوع الطاقة المتجدّدة والمستدامة، ويجب أن تكون هناك دراسة معمّقة لمعرفة الجدوى الاقتصادية منها، وأهمّيتها في المشروع للاستفادة منها بشكل جيّد.
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم