السبت - 27 تموز 2024
close menu

إعلان

مشروع "ملاذ" في غابة سن الفيل... واحة فنية تشاركية لتجاوز الشقاء

المصدر: النهار
جودي الأسمر
جودي الأسمر
الغابة في سن الفيل.
الغابة في سن الفيل.
A+ A-

الاختناق لسان حال اللبنانيين؛ إلا أنه بسبب الأزمة وبالرغم منها، تلوح اليوم أهمية الفن والبيئة والمشاعات أكثر من أي وقت مضى، إذ توفّر مجالات تساعد على إعادة النظر لأولويات تلبّدت واختلت موازينها في خضم الانهيارات الراهنة. هكذا تمخّض مشروع "ملاذ" عن واحة تشاركية على مدى عشرة أيام من 27 آب لغاية 5 أيلول، يتخللها العروضات الفنية والتعلم التجريبي والتبادل داخل غابة في طور النمو في منطقة سن الفيل.

مؤتمر صحفي
في إطار إطلاق المشروع وإعلان البرنامج اليومي، ينعقد اليوم مؤتمر صحفيّ عند الساعة السابعة مساء، في "غابة بيروت التي لا نهر فيها، سنّ الفيل"، على نحو ما أشار القيّمون على المبادرة، وهم "منصّة مؤقتة للفن" بالتعاون مع مؤسسة "ذا أذر دادا"، والراعية بلدية سنّ الفيل، والداعمون الصندوق العربي للثقافة والفنون "آفاق"، والمعهد الفرنسي ومعهد غوتيه- لبنان، ومؤسسة المورد الثقافي. كما استقطب المشروع حلفاء ميدانيين هم:
مجموعة نايشن ستايشن، مبادرة النور للبنان، فندق بوسا نوفا،، ميتروبوليس، و"كون"، وحلفاء في الخارج: أكاديمية ساقية، وتحالف مختبر الفت الصديق للبيئة ومنصة رديف.


ويقدّم المؤتمر أعمالا فنية على الموقع، للفنانين شربل
صاموئيل عون وفرانسيسكا بيرفوس، بالإضافة إلى بثّ شعري مباشر وعلى الإنترنت لنديم مشلاوي وعمل للوحة إعلانات لعمر فاخوري وكريستيان زهر ثم عرض في الهواء الطلق لفيلم "حبّ برّي" للفنانة الفلسطينية جومانة منّاع عند التاسعة مساءً.
ويجمع المشروع ستة مشاركين ساهموا بأعمال فنية، ونشاطات متاحة للعموم، تلاقوا في القيم والمواقف فصمّموا مساهماتهم لدعم المجتمع اللبناني خلال هذه الظروف الأليمة.


 

وحسب المنظمين، "يسعى البرنامج للاستعانة بقوة هذه الغابة الشابة وترابطها لإلهام المجتمع وجمع أفراده في ظل ظروف أليمة بكل معنى الكلمة تعبيرًا عن إرادة الاستمرار. فما صورة هذا المجتمع موحدًا ومفكرًا في احتمالات الغد إلا عزاءً لنا وطاقة معدية. فهل يمكن للتآزر أن يصبح ممارسة دائمة؟"

الترابط واستعادة المكان

هذا ما تؤكّده لـ"النهار" مديرة منصة مؤقة للفن، أماندا أبي خليل، فتقول: "إنّ خلفية المشروع الأهم نبعت من دوافع تجسيد "الاعتماد المتبادل" (
interdependency) الذي نتعلّمه من الفطريات المرتبط بعضها ببعض من تحت التراب- ونحن كائنات "فطرية"، ذلك أن السلسلة البشرية- والكونية بمفهوم أوسع- تقوم ديمومتها على هذا الترابط: الشجرة مرتبطة بالفطريات التي ترتبط بدورها بالزهر، وتاليًا: يقترح المشروع على الفنانين والمشاركين إعادة النظر الى المنظومة البيئية، وكيف أنّ ما زُرع منذ سنة ونصف السنة، وهي الشاهدة على النكبات الكبرى في أعمارنا، منح مساحة رائعة لحياة تنمو يومًا بعد يوم".

عمليًا، "المشروع قائم على تعاون مع "ذا أذر دادا" الذين انطلقوا منذ مدة بمشروع زراعة غابات جديدة، واختاروا أولى المواقع في غابة سن الفيل، عند ضفة نهر بيروت"، موضحة أنّ المشروع يصبّ في مسعى منصة مؤقتة للفن الى "مدّ الصلة بين الفن المعاصر والمجتمع داخل الحيز العام"، وفق أبي خليل.

وتشير في هذا الصدد إلى أنّ بعض الفنانين ترجمت أعمالهم رؤية عكس المنمط والسائد في التعاطي مع الحيز العام، مثل عمر فاخوري وكريستيان زهر اللذين حولا يافطة إعلامية إلى سطح (روف)، في رسالة تجد في زمن الانهيار الاقتصادي فرصة لإنهاء النمط الاستهلاكي"، و"الفنان شربل صاموئيل عون صنع جورة، سينزل في حفرتها ليحاول العبور الى النهر، فقد آن الأوان لاستعادة هذه المجالات المتروكة في بيروت والتي احتلها النظام الرأسمالي المسيطر على  تعاطي الناس مع الأماكن والأشياء التي تحيطهم".

وعوضًا عن الاستسلام لهذا النظام، "خلق المشروع حديقة لالتقاء الناس، وزودناها بإنارة مستمدة من الطاقة الشمسية. ومن بين الفنانين يشارك فنانان انضموا الينا من فلسطين، بهدف خلق صلة بين أرضنا وأرض فلسطين".   


ويذكر أن المشروع
استند لدراسة علمية من إعداد أشرف حمدان، كريستيان سليمان، ميرنا بامية، بيترا سرحال ورأفت مجذوب، وتعاون في إنشاء الغابة كلّ من شركة "ذا أذر دادا"، وشركة "سوغي" وبرنامج "حرشنا".





 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم