السبت - 27 تموز 2024
close menu

إعلان

يوم كنتُ طالبةً في "مدرسة الرسم الحيّ" للفنانة الكبيرة رينيه الديك

المصدر: النهار
Bookmark
A+ A-
غريتا نوفلفي ١٤ نيسان ٢٠٢١، رقدت رينيه الديك في سبات عميق. أتذكر اللقاء الأول لنا في معهد الفنون التشكيلية في الجامعة اللبنانية، قسم الرسم والتصوير، السنة الأولى. كنت آنذاك دون العشرين من العمر. كان عنوان المادة "الرسم الحي" (life drawing) وكان عدد الطلاب خمسة. أذكر في المناسبة الطالب حمادة زعيتر الذي أصبح عالمًا في فن الفسيفساء في ما بعد وقد غادرنا شابًا، وأذكر أيضًا الطالب عبدالله كحيل الذي تابع تخصصه في الفن الإسلامي وهو اليوم أستاذ وزميل في الجامعة اللبنانية الأميركية.  في يوم اللقاء الأول مع رينيه وقبل بدء حصة الرسم بدقائق، طلب منا الأستاذ والفنان الراحل أمين الباشا غلق باب الاستوديو للتحكم والتزام الصمت. ظهرت رينيه الديك كما ظهرت مراراً في ما بعد على خشبة المسرح لتلعب أدوارًا عديدة. ما ترك أثره فيّ ذلك اليوم، هو مشهد تلك المرأة النشيطة والجريئة التي تعرض نفسها للرسم بكل جدية واعتزاز واحترام، بينما يحيط بها الطلاب أمام لوحاتهم بتردّد وخجل. وما لبثت قوة كيانها أن جعلت الموقف يتحول بلحظة الى أمر طبيعي، واحياناً أخرى الى مشهد مسرحي. تساءلتُ يومها عن معنى "الرسم الحيّ" وبدأت أفهم أهمية "الموديل" (life model) الذي بفعل إرادته واحترافه يساعد الطلاب والمدرسين والفنانين التشكيليين جميعاً على رؤية أنفسهم من خلال دراسة التركيب البنيوي للجسد والتمعّن في أبجديته المعقدة.  اذكر يومذاك جلاء قيادة الفنان أمين الباشا للصف كالمايسترو أثناء عزف الموسيقيين. بين وقت وآخر، كان يطلب من رينيه أن تتخذ وضعية جديدة، كما يطلب منا التركيز لتحديد الأقسام التي نريد رسمها. مع كل وضعية...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم