السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

حصاد 2021- ارتفاع معدّل السرقة بنسبة 111%... فماذا عن الانتحار؟

المصدر: "النهار"
ايسامار لطيف
ايسامار لطيف
تعبيرية.
تعبيرية.
A+ A-

يبدو لبنان من الخارج مكاناً خصباً لحصول أغرب الحوادث والجرائم في ظلّ الأزمة الاقتصادية غير المسبوقة التي يشهدها، بتأثير من تداعيات انفجار مرفأ بيروت، في وقت لم تتراجع الإجراءات الأمنية، إذ جهدت المؤسسات المختلفة في ضبط حالات الفلتان والتجاوز على القوانين المرعيّة. 

 

لم تكن التجاوزات في العام 2021 استثناءً، خصوصاً في هذه الفترة الحرجة من تاريخ لبنان، بل يمكننا القول إنّها أتخمت العام 2021، فلم يكن في أفضل أحواله، وفقاً للأرقام التي حصلت عليها "النهار" والصادرة عن المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي.

 
ارتفاع جنونيّ في معدّلات السرقة!
يُوضح مصدر رسميّ في قوى الأمن الداخلي لـ"النهار" بأن "معدّل السرقة الموصوفة ارتفع ارتفاعاً جنونيّاً هذا العام ليتخطّى نسبة الـ111%، وهذه نسبة كبيرة مقارنة بالعام الماضي، حين سُجّل 2154 حادث سرقة، فيما سُجّل 4556 حادثاً في هذا العام".
ويرى المصدر أن "الوضع العام في البلد أرخى بثقله على البعض، وهذا ما يُفسّر ارتفاع بعض معدّلات الجرائم، بالرّغم من الجهود المبذولة لاحتوائها قدر الإمكان".

ويُتابع جرد الجرائم المرتكبة في هذا العام، فيقول: "م
عدّل سرقة السيّارات ارتفع بنسبة 30.41% مقارنة بالعام الماضي، لا سيّما في بعض المناطق الداخلية، فيما تراجع معدّل صافي السيّارات المسلوبة بنسبة 16.44%. أمّا معدل النشل فسجلّ أيضاً تراجعاً ملحوظاً بنسبة 15.63%، كذلك معدّل سلب الأشخاص تراجع بنسبة 0.18%".
 

تراجع نسبة الانتحار... فماذا عن جرائم القتل؟

لا شكّ في أن الضغوط الحياتية تؤثر على المواطنين بطريقة أو بأخرى، وتدفعهم في بعض الأوقات إلى اتخاذ قرارات خاطئة في لحظة ضعف تُفقدهم حياتهم، فيما يعمد البعض الآخر إلى اتّباع شريعة الغاب ويُعطي نفسه الحقّ بإنهاء حياة شخص آخر؛ وفي الحالين، ومهما تعدّدت الأسباب... الموت واحد!

يؤكّد المصدر الرسميّ في حديثه لـ"النهار" أن "نسبة القتل في هذا العام لم تشهد أيّ تغيير يُذكر مقارنة بالعام الماضي، أمّا نسبة الانتحار فسجّلت تراجعاً بسيطاً بنسبة 2.21%، فيما ارتفع عدد الموقوفين بنسبة 1.37%".

وهنا نستذكر بعض الحوادث التي جُمعت من تقارير الشرطة والأخبار المحليّة، إضافة إلى عمليات الرّصد التي قامت بها "النهار" خلال العام الآفل.

 

نصب له فخّاً استدرجه وسرق سيّارته

لا حدود لوقاحة اللصوص في لبنان. يوميّاً، أصبحنا نُصدم بقصص وروايات جديدة عن تفنّن في أساليب السّرقات والسّلب، ومنها ما حصل مع ابن بيروت جميل عيتاني، عندما كان يمضي بعض الوقت في منطقة الروشة، والذي روى لـ"النهار": "إذا بشابّ يقترب منّي، يدّعي أنّه يعرفني، وأنّي ابن المنطقة ومن عائلة عيتاني. أجبته أنّي لا أذكره. بعدها، طلب إليّ أن أوصله إلى منزله في حيّ اللجا. لم أمانع بل رحّبت به؛ وما إن انطلقت بالسيارة حتّى سحب سكّيناً وطلب محفظتي، وأجبرني على القيادة باتّجاه خلدة الطريق البحرية، ثمّ قاد هو السيّارة؛ وفي منطقة الناعمة طلب إليّ الترجّل، وفرّ مسرعاً".

 

قُتل بأبشع الطرق بسبب حفنة من الدولارات

صُدم اللبنانيون بخبر نشرته القوى الأمنية حول مقتل شاب في صيدا بطريقة مروّعة، حيث استدرجه شخصان، دسّا له السّم، قبل أن يخنقاه ويسرقا منه مبلغاً كبيراً.

الجريمة وقعت في 11 آب الماضي، أمّا الضحيّة فهو يوسف محمد، الذي يحمل الجنسية الفلسطينية. وباتصال مع "النهار"، شرح شقيقه ياسر أن "يوسف والد لطفلة تبلغ من العمر ستة أشهر، كان يعمل صرافاً إضافة إلى استئجاره مقهى، من أجل تأمين حياة كريمة لعائلته. وفي اليوم المشؤوم، أعلم زوجته عند السّاعة السّادسة مساءً بأنه سيغادر المنزل لوقت قصير، قبل أن يعود للاستحمام والتوجّه إلى المقهى بعدها، لكن للأسف كان الرحيل الأخير".

 

رصاصة أنهت حياة وحيدة والديها

قرّرت تمضية يوم عطلة جميل مع خطيبها، لكن السلاح المتفلّت لم يقتصر على سرقة فرحتها بل خطف حياتها، بعد وقوع إشكال في المطعم حيث كانت موجودة. هناك، تطوّر الإشكال الكلاميّ إلى إطلاق نار لتُنهي رصاصة مشوار الصبيّة على هذه الأرض. رحلت الشابّة تاتيانا واكيم في غفلة، لا لسبب ارتكبته إلا لأنها في بلد لا يُقيم أيّ اعتبار لحياة الناس، لا بل يثور جنون بعض الأطراف، ويقدمون على قتل الناس إذا جرى المساس بزعيمهم. أنهى خلاف حزبيّ حياة الشابة، التي يحبّها الجميع في لحظة، وكأنّنا في غابة، حيث لا قانون ولا نظام، تاركةً عائلة تبكي رحيلها، وخطيباً خسر عروسه في لحظة...".

 

هزّ اللبنانيين، الذين جمعتهم ساحات الثورة بالثائر فيصل صفير، خبرُ مقتله، بعد العثور عليه جثّة مصابة بطلق ناريّ في منزله في منطقة رأس النبع.

بداية، جرى التداول بأنّ فيصل صفير أقدم على الانتحار بإطلاق النار على نفسه، وهو ممدّد على سريره. عزّز هذه الفرضيّة ما كتب على صفحته في موقع التواصل الاجتماعيّ "فايسبوك"، "وتبقى الحياة وقفة عزّ فقط... هذا العالم تافه"، و"لا نختار ساعة الولادة، لكنّنا نختار الكثير من الأشياء".

كثيرون رفضوا هذه الرواية، مؤكّدين أنّ "فيصل احتفل مع أصدقائه بمناسبة عيد ميلاده، بالقرب من منزله، ليوصله بعدها صديقه، وكانت والدته وشقيقته خارج المنزل. وعند حضورهما ظهراً، فوجئتا به جثّة هامدة على سريره، والمسدّس بعيد منه، وليس في يده، والطلق الناريّ في الرأس. وحدّد الطبيب الشرعيّ وقت إطلاق الرصاص عند الساعة الخامسة فجراً"، رافضين أن يكون فيصل هو من نشر المنشور على صفحته، مشيرين إلى أنّ الصفحة تمّت قرصنتها لإخفاء الجريمة.

 

خنقه الوضع في لبنان فاتّخذ قرار الرحيل الأبدي

شابّ جديد قرّر الرحيل الأبدي عن الواقع المزري الذي يعيشه لبنان. بطلقة نارية وضع حدّاً لحياته، وإلى البعيد غادر، تاركاً والدة مفجوعة بخسارة وحيدها، وثلاث شقيقات خسرن من كنّ يعتبرنه السند... هو إيلي عزرية، الشاب الذي كان مُفعماً بالطاقة والطموح قبل أن يسرق منه وطنه إيمانه به، وتخنقه أزماته إلى حدّ فقدانه الأمل بتحسّن الوضع. طلقة نارية كسرت صمت المنزل الذي يعيش فيه إيلي مع والدته وشقيقته في الأشرفية.

أفادت إحدى معارف العائلة، شارحة: "سمعت الوالدة أزيز الرصاصة في وقت كان فيه ابنها في غرفته. لم تتجرّأ على فتح بابها لمعرفة ما جرى، ربّما خشيت في قرارة نفسها أن ترى المشهد الذي لا يُمكن لقلب أيّ أمّ أن يتحمّله. سارعت واتصلت بابنتها، وأطلعتها على ما سمعته. فما كان من الأخيرة إلا أن تواصلت مع ناطور المبنى، الذي قصد المنزل. فتح الباب ليُصدم بإيلي ممدّداً على السرير، مشوّه الوجه، والبندقية على بطنه".

 

خلافات متراكمة انتهت بـ"جريمة أبويّة"

لا يمكن لعقل إنسان أن يصدّق إقدام والد على إزهاق روح من فرح بمجيئه، وربّاه بدموع العين، وفرح بزواجه، وانتظر ولادة أطفاله! وبحسب ما قاله مختار البلدة محمود عبد العال لـ"النهار": "بالتأكيد كان أحمد يقصد إخافة ابنه لا قتله، وذلك بسبب خلافات عدّة بينهما، تعود إلى سلوك عبد القادر، الذي سبق أن طلّق زوجته قبل سنة ونصف السنة، تاركاً ثلاثة أطفال لمصيرهم، وفوق ذلك كان يستسهل مدّ يده وسرقة غيره للحصول على المال. باختصار كان والده، الذي اختلف مع زوجته، أي والدة عبد القادر، غاضباً عليه. وبسببه دفعها إلى مغادرة البيت".

وأضاف: "بعد تضارب بين الاثنين، حمل الوالد بارودة الصيد في وجه ابنه، تعاركا، ما أدّى إلى خروج طلقة نارية وإصابتها عنق عبد القادر، الذي سقط أرضاً غارقاً بدمائه، قبل أن يُنقل إلى مستشفى الخير في المنية. لكنّه - للأسف - فارق الحياة على الطريق، ليعلن الأطبّاء الخبر الكارثيّ".

 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم