الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

نيويوركيّات: الحرفيون المنسيّون في نشرة إخبارية "ريحتها حبق وبصل مفروم"!

المصدر: "النهار"
هنادي الديري
هنادي الديري https://twitter.com/Hanadieldiri
"ريحتها حبق وبصل مفروم".
"ريحتها حبق وبصل مفروم".
A+ A-
(وقفة أسبوعية مع المدينة التي لا تنام، لنكتشف معاً خباياها وكنوزها في مختلف المجالات)
 
 
نشرة إخباريّة تصل إلى بريدنا الإلكتروني، "طازة" من نيويورك، كل أسبوعين لتُلقي التحيّة على صنّاع الطعام الحرفيين الذين يتعاملون مع المواد الغذائيّة الأساسيّة وكأنها لغة الحب. لغة التواصل مع من نُحب.
 
مأكولات من كل أنحاء العالم "استوطنت" في مطابخ مدينة الصبا، نيويورك، في الشوارع "المقفيّة"، وليس بالضرورة في أشهر الأماكن، أو تلك الذائعة الصيت والحاصدة 5 نجوم.
 
 
ولكنها تستحق التحيّة. والتعرّف إلى مطابخ هؤلاء الحرفيين مغامرة لا بد من أن نعيشها ولو مرة في حياتنا.
 
نشرة إخباريّة مُنكّهة بالطعم اللاذع في هذا السطر، والتوابل العطريّة في هذه الصورة، وقعقعة الأواني والمقالي في هذا المقطع. نكهة تعكس جذور صنّاع الطعام ورؤيتهم للمطبخ. تُسلّط الضوء على المذاق الذي يُميّز هذا المطبخ وهذه الحضارة.
 
ما هي قصّة هذه العائلة التي تتميّز بتحضير المأكولات المكسيكيّة الأصيلة؟
 
وبما أنها سيرة وإنفتحت، كيف تطورت وصفة التاباس التي حوّلتها هذه المُسنّة ذات الابتسامة الحكيمة، مصدر سعادة لكل من يتذوّقها؟
 
صناعة خبز العجين المخمّر مسرحيّة بحد ذاتها بالنسبة لهذا الشاب الذي سندخل مطبخه من خلال النشرة الإخبارية – الحدث و"خيّ، شو هالريحة الطيبة يالّلي بتذكّر ريحة خبز المرقوق بضيعتنا بالكورة".
 
بناء وليمة مُرضية قصة حُب لذيذة المذاق.
 
والشم واللمس والتذوّق مغامرة مُتشعّبة نغور فيها إفتراضياً مع هؤلاء الذين لديهم الكثير ليقولوه ويستكشفوه.
 
 
The Deligram، نشرة إخباريّة أقرب إلى حديث الساعة حالياً في نيويورك، والفضل يعود إلى آنا بولونسكي وتيدي وولف وإصرارهما على تسليط الضوء على الحرفيين الذين هم في الواقع النجوم في المدينة التي تخجل أن تنام.
 
آنا بولونسكي المولودة في العاصمة الفرنسية باريس والمصوّر الأميركي المتخصص في تخليد اللحظات في المطبخ ("طيب بلا شاعريّة": المتخصص في تصوير المأكولات!)، أطلقا هذه النشرة في مارس آذار المنصرم على إعتبار أن الإعلام في نيويورك يغض الطرف عادةً، عن الحرفيين "المخبايين خلف هالباب العتيق"، ويريدون معرفة آخر أخبار أشهر المطاعم والطهاة الأقرب إلى نجوم يطيحون بغرورهم موهبة الست ميريل ستريب في تقمّص اللهجات في الأفلام!
 
 
وفي حديث مع آنا وتيدي إلى نيويورك، أكدا لنا أن الكوفيد كان محورياً في وضع هؤلاء الحرفيين في المُقدمة لاسيما وأن الناس اضطروا أن يعيشوا داخل جدران منازلهم وكان لا بد من الإستعانة بالحرفيين ليحصلوا على نصيحة من هنا وأخرى من هناك تجعل الطعام داخل "السجن المؤقت" مغامرة مشوّقة شهيّة، مجبولة بالتوابل والأعشاب وليكتشفوا طريقة تحضير مختلفة بعض الشيء تعطي الطبق العادي أبعاداً جميلة.
 
 
فكان فريق عمل مميز يركز على الكتابة وإجراء المقابلات مع هؤلاء الحرفيين "المنسيين" وسط زحمة نيويورك وبريقها المُرهق أحياناً بإشراف آنا. وتولّى تيدي مهمّة التصوير.
 
وإنطلقت رحلة اكتشاف هؤلاء الناس التي هي بحد ذاتها قصة جميلة ومشوّقة.
 
وتؤكد آنا وتيدي أن معظم الحرفيين الذين تصلنا أخبارهم عبر النشرة الإخبارية الممتعة، "كنوز مخفية. مواهب شاهقة. ورحلتهم في الحياة جميلة وتستحق أن تروى".
 
 
حالياً، لا تتخلل النشرة الإخباريّة الفيديوات، بل هي مؤلفة من الأسئلة والأجوبة والصور. "وفي الوقت الحاضر نتكل على إنستاغرام للتسويق".
 
وصحيح أن الحياة في نيويورك كما تصفها آنا وتيدي مُرهقة، مليئة بالضغوطات، بيد أنها في الوقت عينه "مُبهجة، مُنعشة، تتخللها لقاءات لا تنتهي مع مصممي الجرافيك وفريق العمل، وزيارة الحرفيين في محترفاتهم ومطابخهم، والتحدث عبر الهاتف طوال النهار مع تيدي، والتخطيط لأعداد جديدة من النشرة الإخباريّة".
 
وأجمل لحظة في النهار، هي عندما تنتهي المسؤوليات ويحين موعد التهام أشهى المأكولات في مطاعم نيويورك المنتشرة "بين فشخة وفشخة".
 
أما تيدي فأجمل وقت بالنسبة إليه هو عندما يبدأ نهاره في تحضير كوب من الكابوتشينو له وآخر لزوجته. "بدكن تقولوا"، هو دقيق جداً في تحضير الكابوتشينو. ويولّي حرارة الحليب في مرحلتها النهائية، أهميّة كُبرى. يجلس لدقائق طويلة ليستمتع ببعض هدوء نسبي.
 
 
"وبعد ذلك، هي الفوضى المُطلقة طوال النهار".
 
إنه يوم آخر في نيويورك، التي تخجل أن تنام.
 
في هذا المطبخ نتذوّق الحلويات الأشبه بالخطيئة "المُحلّل التهامها" بوحشيّة لا تليق بالـ"جماعة الكلاس"، لاسيما وأن الطاهية راشانا ريمال أتت بالوصفة من موطنها في النيبال.
 
والشاي المخمّر وقفة لا بد منها عند "هالجماعة" في بروكلين.
 
ونشرة "ذي ديليغرام" الإخباريّة تأخذنا في نزهة إفتراضيّة مفرفحة، مليئة "بلغبصة الصلصات" ونكهة الحبق والبصل المفروم.
 
 
وفي مطلع العام الجديد سنقوم في موقع صحيفة النهار برحلات إفتراضية مماثلة في المطابخ المنسيّة اللبنانية. فنزور الحرفي "هونيك بآخر شارع آراكس"، والمُبدعة في صنع المعكرون، "هونيك، بالجديدة بعد محل الزهور". نروي قصصهم ونلتقط لمشهيّاتهم الصور.
 
واجهة محل افتراضيّة نيويوركيّة – بيروتيّة!
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم