"صحافة النسيان" لرياض الريس وما تبقّى منها في الذاكرة

"صحافة النسيان" للصحافي الراحل رياض نجيب الريس، صدر قبل وفاته بقليل ووزِّع بعد رحيله، وهو الكتاب رقم 38، في سيرة كتبه التي بدأها منذ العام 1962، بما يعني أنه لبث يكتب حتى آخر أيام حياته، عن القضايا التي صرف عليها أعز الصرف في حياته، أي قضايا الخليج وسوريا ولبنان والقوميين والشعراء والمثقفين والمسلمين وحتى المصرفيين. وهو يعرف أن كل محاولة شجاعة لكاتب أو مثقف إنما هي تحية للحياة. ويعرف أيضاً أن الدنيا دولاب. وإن طرفي الحبل في الحياة هما الذاكرة والنسيان. وكأن الكتابة هي إعادة اعتبار للذاكرة ليس إلا. يختار رياض الريس من قضايا النسيان موضوعاً يشبعه دراسة واحاطة بالمعلومات والرأي ولأجل الذاكرة والعبرة. ولا عجب أن يستمر في الكتابة حتى الرمق والسطر الأخير. فهو مثل الجنود القدامى الذي اعتبرهم ماك آرثر "لا يموتون أبداً، إنما يتلاشون". ولذلك يرصد ما أهملته...