الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

"طرابلس سكوب": ذاكرة سينما طرابلس المدهشة تُبعث من خبايا الزمن

المصدر: "النهار"
جودي الأسمر
جودي الأسمر
Bookmark
من معرض "طرابلس سكوب". (النهار)
من معرض "طرابلس سكوب". (النهار)
A+ A-
مسارٌ أقرب إلى تنقيب عن الآثار على مدى سبع سنوات، جاء بمعرض "طرابلس سكوب" الذي تنظّمه "أمم للتوثيق والأبحاث" حول دُور السينما في طرابلس خلال الفترة الممتدّة من ثلاثينيات حتى تسعينيات القرن الماضي، مروراً بالخمسينيات والستينيات التي تمثّل العهد الذهبي للشاشة الفضّية في طرابلس كما في لبنان عامّةً. قوام المعرض 41 دار سينما، وأيضاً مجالها في الساحات والشوارع الّتي استُخدمت لاكتناه التبادلات الثقافية بين السينما والمجتمع، وتبدّلاتها بمرور الوقت بطريقة حيويّة وملموسة: ملفّات وإيصالات وأختام ومغلّفات وأدوات تصوير وملصقات وأشياء صغيرة من أوراق وأشرطة ودفاتر، قد يعتقد مارٌّ أنّها نفايات، إلّا أنّ الباحثة الألمانية-الفرنسية ناتالي روزا بوخر نفضت عنها الغبار واكتشفت، لدهشة غزتها على دفعات، أدلّة مكنونة في ذاكرة السينما الطرابلسية، مرتكزة على أرشيف "الشركة التجارية السينمائية طرابلس لبنان" (SCCTL)، ثمّ عملت "أمم" على إنقاذه وتظهيره في المعرض المستمرّ لغاية 27 شباط في شكّا، مبنى خوري، بعدما كان معلناً عنه في 18 تشرين الأول 2019، أي بعد يوم من اندلاع الانتفاضة.   صدفة وجواهر سينمائية "في أحد أيام الصيف الحارّة من عام 2018، وبينما كنت أجول في طرابلس استكمالاً لبحثي حول تاريخ دور السينما في المدينة، توقفت أمام باب مكسور يؤدّي إلى سينما مهجورة. عبرت زحفاً إلى الداخل عبر فتحة الباب، فوجدتُ نفسي أقف على أكوام من الأوراق المغبرّة، الكريهة الرائحة، المبعثرة على مدى مساحة غرفة واسعة".هكذا تستذكر بوخر صدفة عثرت خلالها على مهملات، تبيّن أنّها تعود إلى أرشيف SCCTL الّذي اتّخذ من مجمّع "بالاس" مقرّاً له، بعد تأسيسه عام 1962 على أيدي رجال أعمال طرابلسيين هم جبران حبيب وسامي القرقجي وعزمي رحيم وسعيد زودة. أدارت هذه الشركة تسع دور سينما وجلبت الأفلام من مختلف شركات التوزيع ودور السينما في بيروت ومصر وسوريا.  ليس الباب المهجور أوّل خطوة جريئة للباحثة الألمانيّة. فهي حين قرّرت في عام 2013 الذّهاب إلى طرابلس، بحثاً عن ضالّتها السّينمائيّة، حذّروها من الاختطاف: "يصوّرونها على أنّها مدينة خطرة ومتطرّفة ومحظورة. قرّرت تجاهل هذه التّوصيات"، بل "أسرتني طرابلس بسوريالتها الممزوجة بين العمران العصريّ وروائع المدينة القديمة والنّاس الطيّبين، وصار لي من بينهم أصدقاء. هذه الرّحلة أكسبتني رؤية أوسع إلى لبنان".ترنّ كلماتها بحماسة خلال جولة يصدح في أجوائها صوت عبد الحليم الحافظ بـ"جانا الهوى" من تلفزيون قديم مركون في إحدى زوايا المعرض المؤلّف من خمس صالات، قبل أن تنتقل إلى الشرفة المطلّة على منظر بديع من شاطئ شكّا، حيث نصبت لافتة خُطّ عليها بالأحمر "Hollywood" عثرت عليها في صدفة أخرى، خلال تجوالها في أحد أزقة "مينو" في ميناء طرابلس. ولاحظت الباحثة أنّ بعضاً من دور السينما اندثر، ولم يبقَ سوى في روافد الذاكرة المعمّرة لسكان المدينة، وهي "جواهر أساسية تكمن في الأشخاص الذين يتذكّرون باعتزاز القصص الخاصّة بدور السينما ونجومها، والكثير من الأفلام التي حفرت لديهم ذكريات مع العائلة والأحبّاء"، فهم يشهدون "على زمن كان اعتبار الفرد والمجتمع...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم