اشتعال الجبهة بين التزمّت الديني والانفتاح

كانت مصر، مطلع الشهر الجاري، غارقة في نمط من الهموم والاهتمامات المثيرة للقلق، مثل الفقر والتضخّم وسعر الصرف وخطط الحكومة لاستقطاب استثمارات تسدّ جوع البلاد إلى العملات الأجنبية، وفوق ذلك هناك مخاطر تهجير أهل غزّة إلى شبه جزيرة سيناء.فجأة هبطت على القاهرة مشكلة غير منتظرة، إذ انفجرت خطوط التماس القديمة بين معسكر المتديّنين المتزمّتين ومعسكر الانفتاح الذي يدافع عن دور العقل في تفحّص الفكر الديني ومسلّماته. فقد باشر "مركز تكوين الفكر العربي" نشاطاته بندوة عُقدت في المتحف المصري الكبير، الذي لم يفتتح رسميا بعد، وموضوع الندوة التي شاركت فيها نخبة من المفكرين العرب هو "خمسون عاما على رحيل طه حسين: أين نحن من التجديد اليوم؟".لم يصدر عن الندوة ما يستفزّ التيارات الدينية المتشدّدة، لكن هذه التيارات استنفرت بحماسة في وجه مؤسّسة "تكوين"، التي تقول بأنها تهدف إلى التسامح والمراجعات النقدية في قضايا الدين وتشجّع على مناقشة المسلمات الدينية. فمؤسّسو "تكوين" يثيرون حساسية المحافظين بسبب سجلهم الطويل في...