الإثنين - 20 أيار 2024

إعلان

يوم تحرَّر لبنان من أنظمة العقائد

المصدر: "النهار"
داود الصايغ
داود الصايغ
Bookmark
علم لبنان.
علم لبنان.
A+ A-
لم ينشأ لبنان على درج قصر الصنوبر عام 1920. ولم يولد على موائد كبار ذلك الزمان. ولا كان صنيعة تفاهماتٍ بين الذين تقاسموا النفوذ في الشرق. وهو لم ينشأ ليتبدّل.إنه كان قادماً من عمق الزمان. هكذا أوصلته التطورات الطبيعية إلى تلك المحطة في الأول من أيلول 1920. لعله تُوّج في ذلك اليوم. مثل الملوك الذين تؤول إليهم العروش ثم يُتوَّجون ويُكرَّسون بعد ذلك.هذا ما حصل وما لم يُدركه البعض من الذين يُعيدون استحضار التاريخ من فرط الجهل أو الضعف أو الاستسلام خوفاً من واقع اليوم من دون أن يقولوا لأنفسهم أو لغيرهم إن واقع اليوم عابرٌ.كان لبنان مختبر الشرق ولا يزال. ومنه انطلق العديد من التيارات، مثل تيار العروبة الذي احتضنته الجامعة الأميركية زمناً، ومنه انتشرت العقائد السياسية المختلفة والمتضاربة، في أجواءِ رحابة الفكر والسماحة وقبول الآخر. وهو ما لم يحصل في أي بلدٍ عربي آخر، حيث لا مكان إلا لعقيدة الحكم في الأنظمة الشمولية.لبنان كان شمولياً من نوعٍ آخر، رحّب بجميع القادمين إليه على مدى التاريخ، وإلا كيف حصل ذلك الاختلاط. مع التسليم بأن تجربةً رائدة من هذا النوع، في الشرق بالذات، كان ولا يزال يُفترض أن تُحمى. وهو موضوع الساعة وكل ساعة تمرّ من دون التوصّل إلى تحييد لبنان ليس فقط عن صراعات المنطقة بل عن عقائدها أيضاً، إذ لا مكان في لبنان للحكم العقائدي. هذا من ثوابته. وهذا ما تمّ التصدي له على طول الحقب الاستقلالية، ليس لأن الحكام حالوا دون ذلك، بل لأن أصحاب العقائد أنفسهم اكتشفوا أن لا مكان لهم في مراكز القرار داخل السلطة. هذا عن العرب، فكيف عن العجم.اليوم تشهد المنطقة تحولاتٍ يُطلق عليها اسم الجيوسياسية، أي تغيّر السياسة في المناطق الجغرافية، كون الجغرافيا لا تتغير.ليل الأحد في 13 نيسان الماضي قامت إيران بضرب إسرائيل مباشرةً للمرة الأولى في تاريخ الصراع مع إسرائيل منذ نشوئها عام 1948. يومذاك كانت إيران في عهدة الشاه محمد رضا بهلوي، الذي أرسى في ما بعد علاقاتٍ شبه طبيعية مع ذلك الكيان الطارئ في المنطقة. وعلى طول الحقب بعد ذلك وحتى الأمس القريب، كانت "القضية الفلسطينية" لحمة العرب ومرتكز التضامن في ما بينهم، فخاضوا الحروب مع إسرائيل في الأعوام 1948 ثم 1956 و1967 ثم 1973. وحلّت المقاطعات العربية لإسرائيل في القوانين العربية الداخلية، وأقام عدد من الدول العربية أحلافاً مع الاتحاد السوفياتي مثل سوريا والعراق ومصر في مواجهة صراعات الثنائي الدولي يومذاك، دعماً لهم في الصراع مع "العدو...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم