نايف حواتمة المحتجب ... قرر أن يتقاعد

في أعقاب رحلة نضالٍ قياسية في طولها امتدت على مدى 70 عاما، وعلى حافة العقد التاسع من عمره، يقرر أحد الرموز التاريخية للعمل النضالي الفلسطيني نايف حواتمة التقاعد من المنصب الذي يشغله منذ عام 1969 وهو منصب الامين العام لـ"الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين".قرار "التقاعد" هذا أتى عبر آلية معقولة وسلسة تحفظ للرجل دوره ورمزيته، إذ إن المؤتمر العام الثامن الذي عقدته الجبهة اخيرا وهو أعلى سلطة تشريعية في الجبهة، هو من قرر هذا الاجراء بعدما سمّاه رئيساً للجبهة مدى الحياة، وهو منصب شرفيّ، وسمّى نائبه فهد سليمان أمينا عاما مع نائبين له احدهما المسؤول منذ زمن عن الجبهة في الساحة اللبنانية علي فيصل.وتُليت المقررات الصادرة عن المؤتمر، اضافة الى التبديلات التي ادخلها على هرمية القيادة في الجبهة، في مؤتمر صحافي حاشد عُقد قبل يومين في دار نقابة الصحافة في بيروت وحضره سفراء وممثلون عن فصائل واحزاب وقوى لبنانية.قبل هذا الحدث كان اسم حواتمة وصفته الريادية ورمزيته التاريخية كأحد ابرز وجوه النضال الفلسطيني وجبهة اليسار العربي، قد بدأ يغيب عن الاسماع والانظار واستطرادا عن ساحة الفعل الريادي، اذ ان زمن اليسار الكاسح والصاعد النجم في نهاية عقد الستينات كان يخبو تدريجا ويخف وهجه خصوصا بعد الانهيار المدوي للمنظومة الاشتراكية في مطلع عقد التسعينات، وبدأت الساحة الفلسطينية نفسها تؤول شيئا فشيئا الى قبضة القوى الاسلامية الصاعدة بسرعة الصاروخ، وتحديدا حركة "حماس"...