الولايات المتحدة وروسيا والصراع في الشرق الأوسط

ظنّ متابعو سياسة روسيا فلاديمير بوتين في العالم عموماً وفي الشرق الأوسط خصوصاً أن انخراطها في حربٍ غير مدروسة جيداً مع أوكرانيا في شباط 2022 أثّر سلباً على الصراع الدائر بينها وبين الولايات المتحدة في أوروبا وعلى الساحة الدولية عموماً وخصوصاً في الشرق الأوسط. لكنها نجحت رغم ذلك في استقطاب تركيا رجب طيب أردوغان الى تعاون وثيق من دون تخلّي بلاده عن اصطفافها مع الغرب بقيادة الولايات المتحدة وخصوصاً من خلال إستمرارها عضواً في حلف شمال الأطلسي. علماً بأنها حقّقت نجاحين مهمين بل بارزين أيضاً في الشرق الأوسط، الأول في سوريا آل الأسد عندما أرسلت قواتها العسكرية إليها لمساعدتها في مواجهة تحوّل الثورة الإصلاحية المدنية حرباً أهلية شاركت فيها وضد الدولة والنظام تنظيمات إسلامية سُنية بالغة التطرّف والتشدّد ومعروفة باعتماد الإرهاب وسيلةً مهمة في حروبها. كان ذلك عام 2015 أي بعد سنوات ثلاث أو أكثر بقليل تولّت فيها إيران الإسلامية الدفاع عن النظام السوري وبنجاح بواسطة "حزب الله" اللبناني الذي أسهمت بقوة في تأسيسه عام 1982 لمواجهة إسرائيل وإجبارها على إنهاء احتلالها لجنوب لبنان أو قسمٍ منه. وساعدت "الحزب" في مهمته الناجحة ميليشيات شيعية عربية وغير عربية. لكن إصرار أعداء النظام المذكور على الفوز، وقد تمثّل في حينه بإغداق المال والأسلحة والمساعدات على التنظيمات...