السبت - 27 تموز 2024
close menu

إعلان

النازحون من البلدات الأمامية يتعدّون المئة ألف... أين يعيشون؟ ومن يؤمّن لهم الدعم؟

المصدر: "النهار"
ابراهيم بيرم
ابراهيم بيرم
Bookmark
عائلة جنوبية نزحت جرّاء القصف الإسرائيليّ (أ ف ب).
عائلة جنوبية نزحت جرّاء القصف الإسرائيليّ (أ ف ب).
A+ A-
حتى الأمس القريب كان الجنوبيون يقيمون على اعتقاد ضمنيّ فحواه أن زمن النزوح والاقتلاع من ديارهم وقراهم قد انتهى إلى غير رجعة، خصوصاً أن ثمة أكثر من جيلين جنوبيين لم يعايشوا صقيع المنافي ورحلات الاقتلاع ومواكب الهجرة الطويلة مع المتاع القليل والحسرات والأوجاع الكبرى بحثاً عن محطة أمان مفقودة. أما وقد حدث ما حدث منذ الثامن من تشرين الأول الماضي، فقد استعاد كثر صدى تلك المراحل السوداوية وإن كانت الوقائع مختلفة والظروف متحوّلة ويبقى المهم ألا تطول رحلة الاقتلاع طويلاً كما في الماضي.فإلى ذلك التاريخ، كان ثمة شريط حدودي يضم أكثر من 50 بلدة تنبض بالحياة وبالحيوية حيث قصور وفلل فخمة تُشاد على تلك الروابي والمنحدرات ودورة اقتصادية ومشاريع سياحية مثقلة بالوعود والآمال، وفجأة تُعاد سيرة النزوح وتُستعاد مآسي تلك المرحلة القاتمة.في الغابر، كان الاحتلال يغزو تلك القرى والبلدات ويبسط سيطرته عليها لعقود عدة، أما الآن، فالوقائع مختلفة إذ إن ثمة قرى أمام العين تسقط الصواريخ على منازلها وتمنع قذائف الموت الإسرائيلية السكان من العودة إلى ديارهم.في أزمان النزوح الغابرة كانت صرخة النازحين عالية جداً ومفعمة بالشكوى، فهي كانت مزدوجة، واحدة في وجه المسبّبين الوافدين والأخرى في وجه دولة كانت إلى ذلك الحين قائمة يتعيّن عليها أن تسعف أبناءها وتغيثهم على وجه السرعة. أما في التجربة الحالية، فإن الوضع مختلف، فلا دولة يمكن التوجّه بالشكوى إليها ولا المسببون غرباء يمكن تحميلهم المسؤولية والتبعة. لذا، فإن الضجة خافتة وحركة الاحتجاج غائبة والمطلوب هو العضّ على الجراح وكظم الغيظ والألم والاستعانة...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم