السبت - 27 تموز 2024
close menu

إعلان

سلمى مرشاق سليم سيدة كل الأعوام

المصدر: "النهار"
غسان حجار
غسان حجار @ghassanhajjar
Bookmark
سلمى مرشاق سليم.
سلمى مرشاق سليم.
A+ A-
"الناس الحضاريون يتحاورون، يتناقشون، من الممكن أن يختلفوا في الرأي، لكن ليس اللجوء إلى السلاح هو الحل". نحن أناس حضاريون، ولسنا حيوانات في الغابة... الحيوانات في الغابة تأكل بعضها".(سلمى مرشاق سليم) في قلب كل أزمة بصيص ضوء نعثر عليه أن بحثنا عنه، وفي الأزمات بقعة ضوء. حتّى في قلب الكارثة ثمّة ما ينظر إليه بإيجابيّة، ولو محدودة، إيجابيّة يمكن أن تعوض جزئياً هول الخسارة.خلال مُتابعتي جريمة اغتيال لقمان سليم، وقعت على كنز لم أكن أعرفه سابقاً. اكتشاف جديد، إنسان جديد، من زمن مضى، من زمن القيم، والثقافة، والحضارة، بل يمكن القول من زمن الإنسانيّة التي تناقض الهمجيّة السائدة حاليّاً.وبقدر ما تأثّرت سلباً في الجريمة، تحوّل بعض اهتمامي إلى الوالدة، الإنسانة، المثقّفة، المؤمنة، الواعية. انها السيدة سلمى مرشاق سليم، النبيلة التي عوض أن تدعو إلى الانتقام، الى الحقد، الى الرفض، سألت القتلة: "ماذا استفادوا؟ أضاعوا طاقة كانت موجودة للبنان". حاولت التفريق بين ثقافتين، واحدة عبرت عنها بقولها "نحن تربينا أن العلم والفكر والأخلاق أهم حاجة. الدنيا تعارضنا فننكفئ، ونجلس في بيتنا نقرأ"، وأخرى كان القتلة يمثلونها قوامها رفض الآخر وإعدامه. السيدة سلمى، التي تنتمي اجتماعياً لـ"شوام مصر"، اي اهل بلاد الشام الذين هاجروا الى مصر، هي نتاج تلك الثقافة المتنوعة، المركبة في هويتها من عناصر عدة، من أبويين مسيحيين، من دولتين مختلفتين، لترتبط تالياً بمسلم شيعي، دون أن يُشكل لها الإنتماء الديني والطائفي حاجزاً يحول دون أن تكون شخصيتها الخاصة، وتربي أبناءها في أجواء مدنية، علمانية، تتصف باحترام الآخر، وتنوع الثقافات.من مواليد القاهرة، جذورها من جهة الأب إلى قرية النبك السورية، ومن جهة الأم إلى قرية جون (الشوف – لبنان)،...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم