لا معركة شيعية - شيعية ولا شيعية - سنّية في لبنان

لا يعتقد المتابع الدقيق للحياة السياسية اللبنانية وأقطابها أن الصراع أو بالأحرى المعركة السنّية – الشيعية التي يتمناها مؤسّس "التيار الوطني الحر" ثم رئيسه الحالي ممكنة. أسباب ذلك كثيرة منها أن المشار إليهما لا يمتلكان القدرة الشعبية – العسكرية – السياسية على إشعال معركة كهذه، ولا يستطيعان النجاح فيها، كما لا يستطيعان الإشتراك فيها على نحو مباشر لأسباب عدّة أبرزها خشيتهما أن يدفع موقفهما السنّة والشيعة الى تفاهم الحد الأدنى لأن لا مصلحة لهما في التقاتل، ولأن لديهما القدرة على إبتداع إتفاق بينهما رغم الإختلال الكبير في ميزان القوى يمكّنهما من حكم البلاد مع المسيحيين ولكن بعد القضاء على أية نزعة عندهم لاستعادة تليد، كما بعد دفعهم الى الإقتناع بأن استمرار هذه النزعة لا بد أن يكون انتحاراً بالنسبة إليهم على المديين المتوسط أو البعيد. الى ذلك يتساءل المتابع نفسه أيضاً عن الفريق الذي يعتقد "التيار المذكور أعلاه" بمؤسّسه ثم برئيسه الحالي الذي يتساءل عن الفريق الذي سيخوض عنه المعركة مع السنّة؟ فحليفهما الشيعي "حزب الله" لن يُقدم وتحت أي ظرف على خوض معركة من هذا النوع. إذ هو لا يحتاج إليها لأن علاقةً ما تسمى ربط نزاع أو تسوية موقتة تربطه بالزعيم السنّي الأكثر شعبية اليوم أي الرئيس سعد الحريري، ولأنه أمّن حصوله على تكليف بتأليف الحكومة الجديدة، كما لأنه متمسّك بهذا...