اكتسَبتُ عادات جديدةً خلال السنتَين الماضيتَين تستحقُّ فضولَ عُلماءَ النفس. إحداها مخاطبةُ مولّدِ الكهرباء في المحلَّةِ حيث أَسكُن. بالطبع أخاطبُه كَصَديقٍ حَميمٍ ضمنَ حوارٍ داخلي ومفرداتٍ مُستَحدَثَة. يتحوّلُ موتورُ الحَيّ إلى كائنٍ حيٍّ يُرزَق أُسقِطُ عليه انفعالات وانتظارات إستراتيجيَّةٍ شتّى. قُبيلَ مُنتصفِ الليل بلحظاتٍ قليلَةٍ يَخطرُ صديقي الموتور على بالِي. أَهُمُّ بالنهوض مِن كَنبتِي الوثيرَة في الصالون وأقولُ في نفسِي: " لن أدعكَ تغدرُ بي هذه الليلَة". أُهرولُ مُتثاقِلَ الخُطى لأُتَمِّمَ واجباتي الكهربائيَّة قبل الخلود الى النوم". سأصلُ آمنًا إلى سريري عزيزي الموتور. هل تُشارطُني بأني قادرٌ على قضاءِ حاجتي البيولوجيَّة وتعبئةِ مَطرةِ الماء وتناولِ الدواء والإطمئنانِ على غفوَةِ الأولاد وإطفاءِ جهازِ التلفزيون وإضاءةِ النوّاصةِ وارتداءِ بيجامَتي وتشريجِ الخلوي في...

ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟
تسجيل الدخول