السودان... إنه انقلاب كامل

أخفقت صيغة الحكم بمجلس سيادي يتألف نصفه من عسكريين ونصفه الآخر من مدنيين. شهوة الجنرالات للسلطة تغلبت في نهاية المطاف، فأقصوا نصفهم المدني، وها هم يستأثرون بالحكم مجدداً في عملية لا يمكن إلا أن توصف بالإنقلاب كامل الأوصاف. بعد أكثر من عامين على خلع البشير تحت وطأة إنتفاضة شعبية إستمرت من 18 كانون الأول 2018 إلى 11 نيسان 2019، عاد رفاق البشير إلى الحكم من دونه وتحت شعارات ومسميات مختلفة، وكأن قدر السودان أن يحكمه العسكريون وممنوع عليه أن ينعم بحكم مدني وبديموقراطية حقيقية. ولا يشذ السودان بذلك عما شهدته هذه السنة من إنقلابات عسكرية في مالي وغينيا والتشاد بينما هذه الدول تغرق في بحور من الأزمات...