الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

عن الماو ماو

المصدر: "النهار"
سمير عطالله
سمير عطالله
Bookmark
القاضية غادة عون (مارك فياض).
القاضية غادة عون (مارك فياض).
A+ A-
"ماذا فعلت بالوردة، ماذا صنعت بالذهب"أنسي الحاج   لطالما كنتُ عاشقاً للسينما، ولا أزال. ولو كنت أملك الوقت لازددتُ عشقاً، كما تمنّى نزار قباني. قبل التلفزيون والفيديو والمتفرعات، كنا نذهب الى دور السينما لمشاهدة اي فيلم من اي نوع: من الكاوبوي الى افلام "الموجة الجديدة" كما عُرفت آنذاك برموزها الكبار، مثل "آلان رينه" و"فرنسوا تروفو" و"كلود لولوش". كما سحرتنا السينما الايطالية بالأسود والأبيض وكتفيّ صوفيا لورين العاريتين، وعينيّ مونيكا فيتي الحادّتَين، وعندما توفيت شقراء فيلليني. هذه قبل اسابيع، وفَّر لها الزميل هوفيك حبشيان في "النهار" رثاءً ممتازاً، أنا واثق من أنني كنت قارئه الوحيد. سنة بعد أخرى يثبت الارمني المتضلّع من اللغة ومن تاريخ الفن السابع على السواء، مرتبته العالية في النقد السينمائي. هناك نوع واحد من الافلام لم اتحرك مرة لمشاهدته لا ايام السينما ولا ايام التلفزيون ولا ايام الريموت كونترول أو الاسود والأبيض أو التكنيكولور، أو "البُعد الثالث"، وهو افلام الرعب. لا ناقتي ولا جملي ولا احبها ويحب ناقتها بعيري. فقد كنت اشعر ان العالم الحقيقي مليء كفايةً بالرعب والارهاب والغضب والجريمة، بحيث لا يعود بنا حاجة الى فرنكشتاين وشركاه وابناء عم. الاستثناء هو عندما يكون الرعب مشهداً الزامياً في صحيفتك واخبارك القضائية. تجنبت قراءة مجزرة انصار في اليوم الأول والثاني والثالث. إلا ان اربع سيدات وبنات يضحكن للكاميرا، ظلت تبرز امامي كل يوم، وبقيت اقاوم هذا الاغراء الوحشي الى ان قرأت صباح السبت مقال الزميلة ديانا سكيني عن القضية، فإذا الرعب ليس في اغتيال أمّ وبناتها الثلاث وإنما في تخلّف القضاء العاجل عن اكتشاف جثث الضحايا وما رُدم فوقها من اسمنت وحجارة وحقارة. تردَّدتْ كثيراً كلمة "القضاء العاجل"، أو في الصيغة النحوية الجديدة، "قضاء العجلة"، منذ انفجار المرفأ، إذ كانت الصحف تذكر كل يوم ان موضوع العنبر 12 كان يُحال من قاضي عجلة الى آخر، بالسرعة الإملائية، من دون ان تصل الإحالة الى اي مكان، حتى لحظة الانفجار والقتل الجماعي والموت المجاني. تبين من معالجة المجزرة العائلية في انصار ان القضاء منهمك بأمور كثيرة. فهو لم يُصدر الحكم في مقتل رولا يعقوب ضرباً على يد زوجها، وأمام اطفالها، إلا بعد 9 سنين. ولا يزال...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم