الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

رسالة إلى القيادة الإيرانية عبر سفارتكم حصراً: ماذا تفعلون في لبنان؟

المصدر: النهار
جهاد الزين
جهاد الزين
Bookmark
طهران (أ ف ب).
طهران (أ ف ب).
A+ A-
 اخترعت المخيلة اليونانية تراجيديا قتل الأب. قتل أوديب لأبيه. لكن المخيلة التاريخية الفارسية اخترعت تراجيديا قتل الأب(رستم) لابنه (سوهراب).أحاول أن أتأمل إلى أي تراجيديا تنتمي رمزياً التراجيديا اللبنانية اليوم؟ أين تقع هذه التراجيديااللبنانية الجارية بين تلك الأسطورتين العقدتين. لن يقتل لبنان "أباه" الفرنسي الذي أنجبه قبل مائة عام وعاد إليه لينقذه في عمر المائة لأن الإبن بات يرغب في علاقة سوية بل وصائية مع الأب الفرنسي، وهو الأب المتوفِّر !، لكن الأرجح أننا سنكون أقرب إلى التراجيديا الفارسية عندما سيقتل (النظام الديني) الإيراني "ابنه" الذي يدّعيه نَسَباً أو يرغمه بأشكال "رضائية" مختلفة على الانتساب إليه (الشيعة اللبنانيون)... سيقتله في الإصرار على قيادة هؤلاء الشيعة في مغامرة سياسية عسكرية تودي بهم إلى نوع من الانتحار الأكيد أمام الأفق المسدود المحلي الإقليمي الدولي الذي تأخذهم إليه وتأخذ معهم بقية اللبنانيين؟ سؤال الرئيس الفرنسي هو، وليس بالصدفة، سؤال الكثيرين من اللبنانيين والكثيرين من داخل الطائفة الشيعية منذ فترة طويلة: إلى أين تأخذون الشيعة؟ وهو، أي الرئيس الفرنسي، كان صارما مع كل فساد الطبقة السياسية كما كشف أيضا تجاوزات الطبقة المصرفية وتهريبها الأموال خارج لبنان.لا يمكن استمرار التوتير والضغط على اللبنانيين ( واللبنانيين الشيعة ضمنهم) إلى ما لانهاية. بعيدا عن الأيديولوجيا والخطاب التعبوي بلغ السيلُ الزبى في رهن لبنان ضمن سياسة الصراع مع الولايات المتحدة الأميركية وجزء كبير من العرب وإسرائيل. والآن تُضمّ فرنسا إلى مسلسل غامض من استهدافات الضغط التي يشكّل اللبنانيون مادتها والشيعة منهم حصانها السهل. انفجار مرفأ بيروت الذي دمّر جزءا كبيرا من العاصمة بيروت ولاسيما في شرقها ووسطها المطلَّيْن مباشرة على المرفأ في 4 آب، هو نقطة تحوّل في مدى ما يستطيع لبنان أن يتحمّل من نتائج هذا الرهن الإيراني لحاضره وبالتالي لمستقبله. إنها نقطة تحوّل يجب أن تكون في الدرجة الأولى أخلاقية بالنسبة للقيادة في طهران وهي تدير سياستها "اللبنانية" على مسافة ألف وخمسمائة كيلومتر تفصلها عن بيروت وباتت في الواقع طريقاً من ألف وخمسمائة كيلومتر من الحروب الأهلية والفلتان والجيوش الغازية والقبائل والطوائف المتذاهلة الرعب والمتناهبة النفط والغاز والدول المنهارة. ليس لديّ ما يحمّل طهران مسؤولية الانفجار المباشرة، لديّ مثل...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم