زنابق وقرقم

الشيطان يستعير من الإنجيل لتحقيق غايته.شكسبيرفي أقل من شهرين، وفي خضمّ عالم متفاقم الرداءة، مزدحم بالشر، أضاءت على تفاهات الدنيا زنبقتان من أرض البشر.الأولى جاسيندا اردرن في نيوزيلندا، وآلان نيكولا استورجنت في اسكوتلندا، كما لو انهما في نصٍ واحدٍ، أعلنتا التنحّي عن رئاسة الوزراء بدعوى عدم القدرة على القيام بالمسؤوليات الوطنية المترتبة على المنصب.في هذا الوقت كانت السيدة "بايدن" تعلن ان الرئيس الاميركي يستعد للترشح مرة أخرى في سباق البيت الأبيض. ومن جانبه كان الرئيس السابق دونالد ترامب يستعد للسباق، انطلاقاً من العاصمة الأوكرانية كييف. عالمٌ ذو وجهين على الأقل: الجميل القانع والجشع القبيح. وتدق أجراس الأمم المتحدة معلنةً عقمها في اتخاذ أي خطوة للحؤول دون سقوط هذه الكرة الزرقاء في الجحيم الأخير.كل حقبةٍ، يقول العالم إنها أصعب الحقب. تماماً كما يقول عن موجات البرد والصقيع والحر. غير انها مجرد مشابهات متكررة، تروح وتجيء في هشاشة هذا الكون المنقسم ابداً بين أهل الذوق وفريق الطيور. وعفواً للتعبير لكنه مأخوذٌ من رواية البيروفي الرائع فارغاس يوسا "حفلة التيس" التي يروي فيها الأيام الأخيرة من الديكتاتور الرومانيكي "تروخيليو"، الذي صودف ان معارِضَهُ الأكبر والأنبل كان لبنانياً من بسكنتا....