السبت - 27 تموز 2024
close menu

إعلان

تحت شمس "الثأر" لبيروت - لبنان عشيّات الانتقال من 2020 إلى 2021

المصدر: النهار
عقل العويط
عقل العويط
Bookmark
A+ A-
أيّام من انتهاء هذا العام الأبوكاليبتيّ المشؤوم، الذي "تَوَّجَهُ" تفجير بيروت في الرابع من آب، أسمح لنفسي بأنْ أكتب عن العاصمة، لا التي جعلها الحكّام والطغاة وأهل الطبقة السياسيّة الفاسدة مرتعًا للمقابر الجماعيّة والغربان، بل تلك التي أهداها إلينا أمين الباشا، باعتبارها مدينة الحبّ والحلم والشمس والأمل والجمال والبحبوحة والصخب والتعب الأبيّ، مدينة الأوادم والناس الطيّبين والشغّيلة والعمّال والفلّاحين والعشّاق والجلّاس والمشّائين والحالمين، فضلًا عن كونها مدينة الخلّاقين والموهوبين والأحرار والثوّار والمتمرّدين والرافضين والهامشيّين والشعراء والفنّانين والمثقّفين والمفكّرين والمترفّعين عن الدناءة واللصوصيّة والسرقة والنهب والقتل. إلى مدينة أمين الباشا، و"ثأرًا" لبيروت المنارة أهدي هذا المقال. ذريعة هذا المقال، بوستر - لوحة عن بيروت BEIRUT FOREVER للباشا توزّعه "أبساد" (جمعيّة تشجيع حماية المواقع الطبيعيّة والأبنية القديمة في لبنان) لمناسبة السنة الجديدة. هي ذريعةٌ فحسب، على أهميّة الذريعة، لكنّي أغتنمها مناسبة شخصيّةً (وسياسيّة) للهجاء، للاحتقار؛ هجاء واحتقار الذين دمّروا بيروت، وشوّهوها، ويأّسوها، وهشّلوها من ذاتها، تشريدًا وتيهًا، والقصد من ذلك قتلها قتلًا منهجيًّا وعدميًّا لا رجوع عنه، ولا قيامة منه. أخاطب هؤلاء بالقول: يمكنكم أنْ تواصِلوا القتل والتدمير والتهشيم والتخريب والسرقة والاستيلاء والمصادرة. لكن لا جدوى من ذلك كلّه. لا جدوى. في موضع كلّ بيتٍ قتيل، ستولد وردةٌ بألوانٍ جمّة، وسيفوح عطرٌ سرّيٌّ لياسمينةٍ غير قابلة للخنق، وسترتفع قنطرةٌ شاعرة، وسينمو عصفورٌ غرّيد، رافضًا مغادرة أغصان شجرات...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم