الإطباق على الدولة برعاية بطريركية

النيّة حسنة، لكن الفعل شنيع. الاندفاع البطريركي جامح إلى حد التهور. ما حصل أول من أمس تحت تسمية "مبادرة البطريرك" يناقض كل ما يتفوّه به الكاردينال بشارة بطرس الراعي كل أحد. تخلّى عن القاضي طارق البيطار عند أول مفترق. لم يطرح مبادرة، إنما تبنّى مبادرة الرئيس نبيه بري بتحييد الرؤساء والوزراء والنواب عن التحقيق الجاري في ملف جريمة انفجار مرفأ بيروت، وتبنّى أيضاً إكمال العمل القضائي مع صغار الموظفين. الصغار هم دائماً الضحية، يدفعون أثمان أخطاء، بل خطايا الكبار. هم الوقود الدائم لحروب الآخرين. قبول الرؤساء الثلاثة بـ"التسوية البطريركية"، وهي زوراً بطريركية، يشكّل تاريخاً مفصلياً ما بين قيام الدولة والإطباق عليها. ليس القاضي البيطار محبوباً لشخصه، ولكن لمواقفه في مواجهة الزمرة الحاكمة،...