أفتّشُ عمَّن يعلِّمُني فَنَّ رَقِّ العجينِ أمامَ فرنِ الصّاج. مسقطُ رأسِ هذا الوحشِ المعدنيِّ المُحدَودبِ الأسوَدِ الجالسِ على قاعدةٍ حديد مخرّمةٍ بفتحاتٍ يخرجُ منها لهيبُ النار هو غالبُ الظنِّ تركيا العثمانيَّة لكننا أبلَينا حسنًا نحنُ اللبنانيين في إتقانِ استعمالِه. أنا مُصمِّمٌ على امتلاكِ كلِّ مهاراتِ رَقِّ العجينِ فوق هذه الصفيحةِ السوداء. بينَ الكتابةِ من جهةٍ والعَجْنِ من جهةٍ أخرى، أفضّلُ أحيانًا قليلًا من الشَّبَعِ على كثيرٍ من الجوع.خطفتُ أغلظَ تكّايَةٍ في صالونِ البيت وطوّبتُها لتَحَمُّلِ أغلظِ قسمٍ من جِسمي. سأجلسُ عليها جلوسَ الملِك أرتَحشَشْتا الأوَّل على عرشِ الأمبراطوريةِ الأَخمينيَّة. أقنعتُ يَدَيَّ وأصابعي إصبَعًا إصبَعًا وبعدَ مفاوضاتٍ أكثرَ تعقيدًا من مفاوضاتِ رأسِ الناقورة بأن يتحالفوا مع غبارِ الطحين ويتآلَفوا مع مَلمَسِ العجين.الطحينُ بودرةُ...

ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟
تسجيل الدخول